دروس من هدي القرآن الكريم خطر دخول أمريكا اليمن ملزمة الأسبوع | اليوم الأول ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 3/2/2002م | اليمن – صعدة
🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹خطر دخول أمريكا اليمن🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الأول
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 3/2/2002م | اليمن – صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
من الأخبار التي ينبغي أن نتحدث حولها هو ما ذكر لنا بعض الإخوان الذين سمعوا من إذاعة إيران، ويبدو من إذاعة أخرى قد تكون الكويت، أنه قد وصل إلى اليمن جنود أمريكيون، واحتلوا، أو توزعوا على مواقع عسكرية متعددة، ولم ندرِ بالتحديد في أي منطقة. ونحن قبل أسبوع تقريباً، وربما من شهر رمضان لما بدأ الحديث حول هذه المواضيع، قد يكون الكثير يستبعدون ما نطرح، يستبعدون ما نحذِّر منه باعتبار أن الدنيا سلامات، ولا يوجد شيء.
ونحن نقول دائماً: أن هذه هي صفة من الصفات السيئة في العرب، فينا نحن العرب، الخصلة السيئة، {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحـاً إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة: 12) لا نعرف الخطر، ولا ندرك ما يعمل الأعداء إلا عندما يضربوننا، بعدها نتأكد [صح، والله صح] لكن ماذا؟ ويعود الكلام من جديد، قد يقول البعض: [والله صح، ولكن ما جهدنا. نسكت!] وإذا هي سكتة من قبل أن تأتينا ومن بعدما جئتنا. كما قال بنو إسرائيل.
نقول للجميع: إذاً وصل الأمريكيون اليمن هل سنبصر ونسمع؟ هل أبصرنا وسمعنا أم لا؟ وعندمـا يأتي الأمريكيون اليمن هل جاؤوا ليطّلعوا على الأوضاع؟ لينظروا ما هي المشاريع أو الخدمات التي نحتاج إليها؟ أو جاؤوا ليحرثوا ويزرعوا الأراضي البيضاء، أو جاؤوا ليعملوا مزارع نَحْل؛ لأنهم عندهم مزارع نحل، وعندهم مزارع قمح؟ هل جاؤوا يشتغلوا معنا، أو جاؤوا من أجل ماذا؟
الإمام الخميني (رحمة الله عليه) سمى أمريكا بأنها: [الشيطان الأكبر]، وأنها هي وراء كل شر؛ لأن من يحكم أمريكا ويهيمن على أمريكا هم اليهود، واليهود كما حكى الله عنهم في القرآن الكريم في آيات كثيرة: أنهم يسعون في الأرض فساداً، وأنهم يودون لو يضلون الناس، وأنهم يريدون أن يضل الناس، وأنهم لا يودون للمؤمنين أي خير، وأنهم يعضون عليكم الأنامل من الغيظ، وكم ذكر في القرآن الكريم مما يدل على عدائهم الشديد للمسلمين والإسلام.
عندما تكون هذه القضية حقيقية يكون المسؤول الأول هو من؟ الدولة، الجيش، المعسكرات المليئة بالجنود الذين يثقلون كاهل الشعب، ثم لا يعملون شيئاً، ودولة لا تعمل شيئاً. لماذا يسمحون للأمريكيين أن يدخلوا؟ وما الذي يحوج الناس إلى أن يدخل الأمريكيون اليمـن؟ هل أن اليمنيين قليل؟ أو أن اليمن يتعرض لخطورة من أي جهة أخرى غير أمريكا؟ فهم يأتون ليساعدوا اليمنيين؟
الشيء المتوقع – والله أعلم – والذي قد لمسنا شواهد كثيرة له، وبدأت المقابلة التي سمعناها قبل يومين تقريباً مقابلة صحفية مع الرئيس، أسئلة حول السفينة [كول]، وحـول من كانوا يذهبون إلى أفغانستان، يريدون أن يحملوه المسؤولية هو.
السؤال الذي يوحـي بأنهم يريدون أن يحملوه المسؤولية هو حول المجاهدين الذين ساروا إلى أفغانستان من الشباب اليمنيين فبدأ يتنصل ويقول: هم كانوا يسافرون بطريقة غير شرعية، ولا نعرف عنهم شيئاً.
كل من وقفوا ضد الثورة الإسلامية في إيران أيام الإمام الخميني رأيناهم دولة بعد دولة يذوقون وبال ما عملوا. من وقفوا مـع العراق ضد الجمهورية الإسلامية، والتي كانت ولا تزال من أشد الأعداء للأمريكيين وللإسرائيليين، وكان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) يحرص جداً على أن يحرر العرب، ويحرر المسلمين من هيمنة أمريكا ودول الغرب، ويتجه للقضاء على إسرائيل، لكن الجميع وقفوا في وجهه! ورأينا كل من وقفوا في وجهه كيف أنهم ضُربوا من قِبَلِ مَن أعانوهم، ومن كانت أعمالهم في صالحهم.
الكويت ضرِب، والعراق ضُرِب، أليس كذلك؟ والسعودية أيضاً ضربت من قِبَل العراق، وضربت اقتصادياً لإثقال كاهلها من قِبَل الأمريكيين، اليمن نفسه شارك بأعداد كبيرة من الجيش ذهبوا ليحاربوا الإيرانيين، ليحاربوا الثورة الإسلامية في إيران.
الإمام الخميني كان إماماً عادلاً، كان إماماً تقياً. والإمام العادل لا ترد دعوته، كما ورد في الحديث. من المتوقع أن الرئيس، وأن الجيـش اليمني لا بد أن يناله عقوبة ما عمل.
إذاً: نقول جميعاً كيمنيين لكل أولئك الذين يظنون أنه لا خطر مُحدق، الذين لا يفهمون الأشياء، لا يفهمون الخطر إلا بعد أن يَدْهمهم، نقول للجميع سواء أكانوا كباراً أم صغاراً: الآن ماذا ستعملون؟ الآن يجب أن تعملوا كل شيء، العلماء أنفسهم يجب أن يتحركوا، والمواطنون كلهم يجب أن يتحركوا، وأن يرفعوا جميعاً صوتهم بالصرخة ضد أمريكا وضد إسرائيل، وأن يعلنوا عن سخطهم لتواجد الأمريكيين في اليمن، الدولة نفسها، الرئيس نفسه يجب أن يحذر، ما يجرى على عرفات، ما جرى على صدام، ما جرى على آخرين يحتمل أن يجري عليه هو، إن الخطر عليهم هو من أولئك، الخطر عليهم هو من الأمريكيين، الخطر عليهم هو من اليهود، على الحكومات وعلى الشعوب، على الزعماء، حتى من يظنون أنهم قد اطمأنوا بصداقتهم لأمريكا عليهم أن يحذروا؛ لأن أولئك ليسوا أوفياء أبداً.
الله ذكر عنهم في القرآن الكريم أنهم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ومن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً سينبذون كل عهد وكل اتفاقية، وكل مواثيق مع الآخرين. أو أن المواثيق ستكون لديهم أهم من كتاب الله الذي نبذوه؟ سينبذونه، والله حكى عنهم هذه الصفة: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} (البقرة: 100).
إذاً فلنتأكد جميعاً بأنه آن – فعلاً – أن نرفع صوتنا وأن يعد الجميع أنفسهم لأن لا يدوسهم الأمريكيون بأقدامهم، وهم كعادتهم في كل بلد يخادعون، يخادعون، والعرب بسطاء في تفكيرهم، العرب سطحيون في نظرتهم، وأول من عرف هذا الإمام علي (عليه السلام) هو نفسه. سنقول لأنفسنا بدون تحاشي: أن العرب سطحيون جداً، وأن اليمنيين أكثر العرب سطحية، سيكون اليمنيون من أكثر من يمكن أن يُخدعوا.
أثناء التحكيم في صفين، الإمامُ عليٌ (عليه السلام) اختار ابن عباس، عبد الله بن عباس رجل ذكي ومؤمن تقي وعالم وفاهم، قالوا – أولئك الذين أرغموا الإمام علياً (عليه السلام) على التحكيم – قالوا: لا، إنما أبو موسى الأشعري، وأبو موسى الأشعري هو من تهامة من مناطق حول زبيد، فقال: ((إني أخشى أن يُخدع يمانيكم)). قلوبنا لينة نحن اليمنيين نصدق بسرعة حق، ونصدق بسرعة باطل. قالوا: إن واحد من صنعاء سمع شخصاً يقول: أهل اليمن أسلموا برسالة. قال: وعيكفروا بوصية.
كان أسلوب أهل البيت مع اليمنيين أسلوباً جيداً: التذكير المتتابع، والعمل المتتابع، والإرشاد المتتابع على طول، على طول، لو تِفرق قليل وجاء آخر على باطل لاستطاع أن يؤثر.
ألم يدخل الوهابيون إلى اليمن واستطاعوا أن يؤثروا؟ استطاعوا أن يؤثروا حتى في أفراد من بيوت علم، استطاعوا أن يؤثروا فيهم. النصارى استطاعوا أن يؤثروا وأوجدوا نصارى في [جِبْلَة]. إذاً نقول لأنفسنا: يجب أن نكون يقظين، يقظين نتنبه جيداً، لا نُخَادع.
قد يكون في البداية تنكر الدولة أن هناك وجوداً للأمريكيين، ثم بعد فترة يضعون مبرراً لوجود الأمريكيين، ثم يتحرك الأمريكيون والمبررات دائماً أمامهم، كما عملوا في أفغانستان كان المبررات دائماً أمامهم، ونحن بطبيعتنا اليمنيين نشتغل بالمجان إعلامياً [ياخه قالوا ما بلاّ يشتوا كذا وكذا وابعد نقل الخبر ياخه قالوا ما يشتوا إلا كذا كذا وابعد قال ما يشتوا إلا كذا كذا] فتنقل التبرير بالمجان وتعممه على أوساط الناس، وكل واحد ينقل الخبر إلى أن يترك أثره.
إسرائيل مع العرب استخدمت هذا الأسلوب، أسلوب الخداع، هدنة، مصالحة، حتى تتمكن أكثر وتستقوي أكثر، ثم تضرب، فإذا ما تحركوا قليلاً جاء وسيط من هناك وقال: صلح. وتصالحوا، أو هدنة، وقبلوا. وهكذا حتى رأوا أنفسهم أن وصل بهم الأمر إلى أن إسرائيل لم تعد تقبل لا صلحاً، ولا هدنة، ولا مسالمة، ولا شيء.
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝