دروس من هدي القرآن الكريم معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 4/2/2002م

 

دروس من هدي القرآن الكريم معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 4/2/2002م
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ارجع إلى القرآن الكريم، أنت تبحث عن الخشية من الله؟ ها هي في القرآن الكريم على أعلى درجاتها {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (الحشر: 21) أنت تريد الخوف من الله؟ وتريد تخاف من أعمالك، تخاف من عقوبة أعمالك ارجع إلى القرآن الكريم سترى عقوبات الأعمـال ماثلـة أمامـك في الدنيا وفي الآخرة فتخاف. أما أن تخوف نفسك لتبتعد عن معاصي معينة سترى نفسك بعيداً عن أن تقوم بأعمال مهمة تركها هي المعصية الكبيرة، تركها هو الذي يجعل تلك الطاعات لا قيمة لها.
أليس هذا هو من الخطأ في التربية، ومن الخطأ في المنهجية مع أنفسنا أو مع الآخرين {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} وبسرعة ينتقل إلى اليوم الآخر {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} ويتحدث عن تفاصيل اليوم الآخر، وعما سيلاقي أولئك الناس المستبعدون، وعما يلاقي المجرمون، الذين كانوا ناسين لهذا اليوم، عما يلاقونه في ذلك اليوم، هل تحدث عن الموت بكلمة أخرى [ثـم علـى النعـش تحملـون. ثـم منكـر ونكير بمطارقهم تضربون. ثم في اللحود تلزون. ثم. ثم. هل هناك شيء؟) هل هناك كلمة واحدة في القرآن؟ لا.
لأنه ليس طبيعياً أن يريد منك أن تضحي بنفسك وهو يخوفك من الموت. أليس هناك أحاديث بل قبل الأحاديث أليس هناك آيات الشهادة هي بالشكل الذي يجعلك تستهين بالموت؟ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} ألغى قائمة المـوت تمامـاً لا تسموهـم أمواتاً ليس هناك موت. ألم يكن إلغاء الموت بالنسبة لهم من أجل مـاذا؟ مـن أجل أن يندفعوا إلى الشهادة، أن يستبسلوا في سبيل الله. {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (البقرة: 154) كذلـك: {وَلا تَحْسَبَـنَّ الَّذِيـنَ قُتِلُـوا فِـي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران: 169).
لماذا حياة؟ لماذا يقول لا تسموه ميتاً؟ لماذا يقول لا تظن أنه حتى ميت؟ ألغي الموت بكله من قائمة المجاهدين. بكله لماذا؟ لأنه حتى أن يبقى شبح الموت أو اسم الموت ماثلاً أمامهم قد يكون أسلوباً غير منطقي بل سيلغى الموت بكله أمام المجاهدين، فلا هو من يموت، ولا هـو مـن يصـح أن يقـول لـه الآخـرون ميت. أليس كذلك؟ لا تحسبهم أمواتاً ولا تسميهم أمواتاً. هم أحياء وقولوا أحياء. هذا هو الأسلوب الصحيح.
هل يمكن أن يأتي من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كلام آخر يخوف الناس بالموت الذي ألغي داخل قائمة المجاهدين؟ المجاهد لن يموت كما يموت الآخرون، بل تنتقل روحه من بدلة لتعود إلى جسم آخر، فيكون جسمك هذا إنما هو شبيه بالبدلة التي أنت تحملها، (الكوت والجنبية والثوب) ألست تخلعها أحيانـاً وتعلقهـا وأنت تراها هناك ترى نفسك قبل ساعة، (ثوبك وكوتك والجنبية والعصبة) تطرحها وتلبس ثوباً آخر أشبه بهذه.
فالإنسان لا يموت كما يموت الآخرون هذا إذا قتل في سبيل الله، وكان شهيداً في سبيل الله لماذا؟ لأن هذا هو الذي سيدفع بالإنسان إلى التضحية، أما أن أخوفه من الموت وأنا أريد أن يكون مجاهداً أن يخوف هذه الأمة العربية من الموت وهم من كانوا يستبسلون في ميادين القتال مع بعضهم بعض، فجاء الإسلام فحولهم جبناء! أليسوا الآن جبناء؟ من أين جبنوا؟ من أين جبنوا وقد كانوا – سابقاً – تحركهم قصيدة من الشعر، كان بيت من أبيات شاعرهم يحركهم للاستبسال فيقاتلون على عقال بعير، أو على فرس، أو على ناقة؟ هل الإسلام هو الذي جبنهم؟ أم الواعظون والمرشدون؟ أم المحرفون للدين؟ أم المقدمون للدين بصورة مغلوطة؟
ألسنا الآن كعرب أجبن من أولئك البدو قبل الإسلام! هل أن الإسلام هو الذي جنى علينا فأصبحنا جبناء أذلاء أم من قدموا الإسلام بشكل آخر لنا؟
إنه فعلاً عندما جئنا نتلقى الإسلام من آخرين قدموه بشكل مغلوط هو الذي ترك فينا هذا الأثر السيئ في كل المجالات.
لو أخذنا الدين من القرآن الكريم ومن أهل بيت رسول الله لما عشنا أذلاء أبداً، ولا شعباً واحداً. ولو لم يكن العرب بكلهم إلا كشعب واحد من الشعوب الموجودة لكانوا هم من يقهرون العالم، ولكانوا هم من يوصلون هذا الدين إلى الأمة كلها، ومن كانوا يؤمنون بهذه الفكرة. الإمام الهادي نفسه كان يقول: ((لو أن معي خمسمائة شخص مخلصين لدوخت بهم الأرض)). خمسمائة شخص كان يقول. يفهمون الإسلام بشكل جيد يقدم لهم الإسلام بشكله الصحيح، يفهمون القرآن ومناهجه التربوية وخطابه للنفـس، خطابـه للوجدان، خطابه للمشاعر، يثقون بالله الذي نزل القرآن لكانوا نوعية أخرى تدوخ العالم بكله ولكانوا كتلاً من الحديد، كتلاً من الصلب.

إنما يجب أن نخافه هو هذا {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}(السجدة: 11) {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (السجدة: 12) {وَلَوْ تَرَى} ذلك الهول الشديد {إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} خاشعون، أذلاء، يقولون لله: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} الآن اتضح لدينا كل شيء وأصبحنا موقنين {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة: 12) أولئـك المجرمـون الذين كانوا يستبعدون البعث، أولئك النـاس الذيـن كانـوا يرفضون أن يتولى الله هو هداية عباده، وأن يكون التقدير له في شأن عباده فيرفضون دينه، ويقولون لا علاقة له بالحياة. هم مجرمون سينكسون رؤوسهم بين يدي الله سبحانه وتعالى يـوم القيامـة فيقولـون: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} ماذا يعني أبصرنا وسمعنا؟ ألم يبصروا في الدنيا ويسمعوا؟ بلى. أليسوا هم من كانوا في الدنيا يرون أنفسهم أكثر إبصاراً من الدين نفسه؟ فيتجهون لصياغة القوانين والدساتير لأنفسهم. لأننا نحن أعرف. أليسوا يقولون هكذا؟ نحن أعرف بمتطلبات العصر وبشؤون الحياة، ونحن نريد أن نلحق بركاب الآخرين. الديـن لا يعرف هذا.
ألم يدّعوا لأنفسهم بأنهم أكثر بصراً وبصيرةً من الدين؟ لكنهم سيرون أنهم كانوا عمياً في هذه الدنيا، وسيحشرون عمياً بين يدي الله فيقولون: ربنا أما الآن أبصرنا فعلاً. عرفنا بأن هناك يوم آخر. عرفنا أن هناك قيامة. عرفنا أن هناك جزاء علـى الأعمـال. أيقنا بهذه. وكيف لا يوقنون وهم يعايشونها، وها هم ناكسوا رؤوسهم، منكسون لرؤوسهم أمام الله بخشوع وتذلل وتلطف وترحم {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً} عندمـا يرجـع هـؤلاء ليعملـوا صالحاً – كما يقولون – ألم يدعـوا بأنهـم فـي الدنيا قد عملوا صالحاً بل أن الصلاح هو ما عملوه، ألم يكونوا يدعون في الدنيا؟ {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} (الكهف: 103-104) ألم يكونوا يدعون هكذا؟ {أُولَئِـكَ الَّذِيـنَ كَفَـرُوا بِآيـاتِ رَبِّهِـمْ} (الكهـف: 105). والآخرون (وهم: المقننون، الحكومـات، المجالس التشريعية، مجالس النواب) ألم يدعوا لأنفسهم بأنهم هم الذين يحسنون الأعمال وأنهم أحسن عملاً وهم يشرعون وهم يضعون الدساتير ويصيغون القوانين. ما هو هذا العمل الذي قلتم بأنكم إذا رجعتم إلى الدنيا ستعملونه؟ {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً} قد عملتم في الدنيا دساتير وقوانين، وكنتم تقولون: بأنها هي العمل الصالح، وتلزمون الآخرين بها، ولا تتحدثون عن شرع الله ولا دينه ولا كتابه. ألم تدعوا لأنفسكم بأنكم كنتـم وحدكـم الذين تعملون أصلـح الأعمـال، سيتجلـى هنـاك يـوم القيامة، كما تجلى في الدنيا أيضاً أن العمل الصالح هو السير على هدي الله، في كل مناحي الحياة، في كل شؤون الحياة، في جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وفي كل المجالات التي أصبحت الآن عبارات معروفة تردد، ألم نسمع عبارة [في كل المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية؟] أليست هذه العبارة تتكرر، يقولون: شؤون الحياة كلها وشؤون الإنسان كله، قد وضعنا التشريعات التي تكفل له إذا ما سار عليها أن تكون كل هذه المجالات صحيحة ومستقيمة.
اكتشفوا أنفسهم بأن كل ما كانوا يعملونه في الدنيا خطأً، وكان ضلالاً. أليست هذه هي الخسارة؟ هي الخسارة العظيمة.
في الدنيا قدم هدي الله لعباده بالشكل الكافي وزيادة على الكفاية. ليس فقط بالشكل الكافي بل زيادة على الكفاية مرات، ومرات، ومرات. ألسنا كلنا نسمع الآن بأن لدى الدولة الفلانية ما يكفي لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات، فإن دين الله قدم للناس وهدي الله قدم للناس بما فيه كفاية وزيادة على الكفاية عدة مرات لسكان هذا العالم كله.
{ربنا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة: 12) أليست هذه العبارة عبارة الخاضع؟ عبارة الخاشع؟ عبارة المتأدب؟ عبارة من عرف أن الله ربه؟ هو الذي قال لـه هنا: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (السجدة:2) أنت لا تريد أن تعترف به أنه رب العالمين إلا عندمـا تقـف بين يديه ذلك الموقف الذي لا ينفعك إطلاقاً {ربنـا}. عندمـا يقولـون: {ربنـا} هـي تخـرج مـن أعماق أعماق أنفسهم. قل هنا في الدنيا. آمن هنا في الدنيا برب العالمين على هذا النحو، وأبصر واسمع فقد نزل في كتابه، وقد هداك بما يمكن أن تبصر وتسمع على أفضل شيء في كل مجالات الحياة.

{رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً} الدنيا أصبحت مطلوبة للعمل الصالح، ألم تكرر مثل هذه في القرآن أكثر من مرة أنهم يطالبون الله ويتمنون أن يرجعوا إلى الدنيا هذه الدنيا التي عاشوا فيها سنيناً طويلة. كما قال لهم في آية أخرى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} (فاطر: 37) أنت الآن في الدنيا أنتم الآن جميعاً في الدنيا يا بني آدم فأبصروا واسمعوا واعملوا صالحاً هنا، تطالب أن ترجع إلى الدنيا لتعمل صالحاً كما تقول. ها أنت الآن في الدنيا فاعمل صالحاً ومـاذا يمكـن أن يقـدم لـك فيمـا لو عدت إلى الدنيا. هل هناك مـا يمكـن أن يقـدم لـك غير هذا. غير ما قدمه لك الآن من الهداية؟ هل سيقدم للإنسان شيء آخر فيما لو عاد إلى الدنيا؟ لا. أم أنه اكتشف في الآخرة شيئـاً آخـر مـن وسائـل الهدايـة بواسطتها أيقن وأبصر وسمع؟ لا. إنما عندما رأى، رأى العذاب، رأى [الصميل] وهكذا نحن العرب. وهذا خطاب للعرب هذا خطاب لنا نحن العرب. لا نبصر ولا نسمع إلا عندما نكون في مواجهة الخطر، وقد أحدق بنا الخطر. حينما يكون إبصارنا وسمعنا لا قيمة له ولا أثر له.
هؤلاء هم كفار عرب ونحن لا نـزال عربـاً أيضاً، هي النفسية القائمة لدينا الآن في الدنيا أمام الأخطار الشديدة علينا كأمة، والخطورة العظيمة على ديننا كديـن نؤمـن بـه ونعتـز بـه. أليـس هنـاك خطـورة محدقة؟ أليس هناك تهديدات صريحة؟ لكن هؤلاء كانوا أسلافنا على هذا النحو لا يبصرون ولا يسمعون إلا يوم القيامة، نحن هكـذا. وإذا كنا هكذا في الدنيا فسنكون هكذا في الآخرة.
فيجـب أن نفهـم إذا كنـا في الدنيا هي طبيعة تترسخ لدينا إنها النفسية التي تقدم بها على الله، النفسية التي روضتها هنا في الدنيا ألا تؤمن بخطورة شيء إلا إذا أحست بالضربة القاضية حينئذٍ سيصرخ، إنها النفسية التي تقدم بها على الله، إنها النسيان ستأتي الآية: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (السجدة: 14) ناسين، لا نلتفت، لا نبصر ولا نسمع، نحـن نعاني من هذه الحـالة في الدنيا هنا. لاحظـوا كيف أنها حالة خطيرة. ألا يبصر الإنسان ولا يسمع إلا متى ما أحدق به الخطر. هذه حالة خطيرة. أوليست هي النفسية، وهي الحالة السائدة في أوساط هذه الأمة، وعلى العرب بالذات؟ على العرب بالذات.
يتهددنا اليهود ويتهددنا النصارى ونرى ضرباتهم، ونرى عجزنا أمام ضرباتهم ونرى واقعنا أمام واقعهم، ثم أيضاً على الرغم من هذا كله لا نبصر، ولا نسمع، ماذا سنقول بعد؟ نرجع إلى أين؟ {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} سيكون رجوعنا عندمـا نضـرب كمـا يرجـع عرفـات كمـا يرجـع الفلسطينيون. أليسوا يرجعون إلى أمريكا، يريدون السلام منها ويستجدون السلام منها، بل كل زعماء العرب هكذا. يرجعون إلى أمريكا، ويسمونها راعية السلام، وهي الشيطان الأكبر، وهي المثيرة للحروب في العالم.
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء فسنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} (طـه:125) كنت بصير بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه:125-126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جداً؟ كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جداً. يربط بين العمى في الدنيا وبين العمى في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.

🔹 𝕏 (https://x.com/zaidmuslih) | ⓕ (https://www.facebook.com/profile.php?id=61551018320462) | ✆ (https://chat.whatsapp.com/JJprjjKmhTTAhBoSHI5b0U)
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com