دروس من هدي القرآن الكريم من نحن ومن هم ملزمة الأسبوع | اليوم الأول ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

🟢 دروس من هدي القرآن الكريم
🔹من نحن ومن هم🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الأول
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ شهر شوال 1422هـ | اليمن – صعدة
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
لولا أن [اليهود] واثقون بأن التعليم الذي تتقبله [المرأة] من هنا وهناك، من داخل المناهج، ومن وسائل الإعلام، ومن الثقافة العامـة، مـن هنـا وهنـاك، لولا أنه بالشكل الذي يجعل المرأة كما يريدون هم لما انطلقـوا، ولمـا بذلـوا أموالهـم، ولمـا ألحـوا علينـا أن نعلمها.
إذاً هم واثقون بأن ما بين أيدينا مما يعطي العلم والمعرفة من مختلف القنوات هو بالشكل الذي يجعلنا نحن ونساءنا كما يريدون، ومـا معنـى كمـا يريدون؟ هـل أنهـم يريـدون لنـا أن نكـون أمـة عظيمـة، أمة قوية، أمة مهتدية، أمة تبني نفسها؟ لا، هم يريدون أن نكون أمة ضائعة، أمة مدجّنة لهم، أن تكون المرأة نفسهـا وهـي تتعلـم، وتتعلـم مـن التلفزيـون، ومـن المنهج، ومن الندوات الثقافية، من مختلف الوسائل، من المجلات، من الصحف، تتعلم كيف تصبح في الأخير امرأة بعيدة عن أن تنجب عربياً مسلماً، بعيدة عن أن تنجب وتربي أبطالاً مسلمين، بل ستربي جنوداً صهاينة، وتنجب مجتمعاً وأجيالاً يتحولون إلى خدام لهم.
عندما يذكر الله سبحانه في القرآن الكريم عن أهل الكتاب وخاصة اليهود وهـم مـن يحركون العالم أنهم أعداء أنهم حسّاد لنا، أنهم يحقدون علينا، أنهم يكرهوننا {هَا أَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ} (آل عمران: 119) فهل من يحمل روح الحقد والحسد والعداء والكراهية سيعمل لمن يكرهه ويحسده ويبغضه ويحقد عليه أعمالاً صالحة؟ يحرص على بنائه ليكون كما ينبغي؟ أم أنه سيعمل لهدمه؟
خصلة واحدة من هذه تدفع بالمسلم أن يهدم المسلم نفسه، حسد يحصل أو عداوة، أو كراهية، أو حقد، واحدة منها تكفي أن يتحول المسلم، المسلم نفسه إلى حرب لأخيه المسلم، فيعمل على هدمـه وهـدم كيانـه وممتلكاته، فكيف باليهودي وهو من تجتمع في قلبه كل هذه الخصال التي واحدة منها تكفي لإحراق أمة!
لكن هم قد أتقنوا المسألة، وهيّأوا الأجواء بالشكل الذي يجعلهم يبرزون أمامنـا وكأنهـم حريصـون جـداً على الاهتمام بنا، وكأنهم ينادونا لما فيه رفعتنا من مستنقع الجهل، فيقولون: تعلموا، المرأة لها حق أن تتعلم، يجب أن تتعلم، ويبذلون الأموال الكثيرة في بناء المدارس من أجل أن تتعلم المرأة، ومن أجل أن يتعلم الجميع، لأنهم قد أصبحوا فعلاً واثقين بأننا سنتعلم رجالاً ونساء ونصبح في الأخير كما يريدون، ولنصبح في الأخير لا نعلم شيئاً، لا نعلم حتى من هم! أليس هذا قمة الجهل؟
القرآن يتحدث معنا ويبين لنا من هم أولئك، ومسألة من هم هي قضية مهمة، لذلـك يجـب أن نعرفها قبل أن نصغي لنداءاتهم: تعلموا، تعلموا، تعلموا، عندما نتعلم على أيديهم وهم من يهتفون – يجب أن نعرف من أنتم، لأن هذا غريب، أليس غريباً؟ أصبحنا فعلاً لا نعلم شيئاً، كبارنا، من يقومون على تثقيفنا، من يقومون على تعليمنا، من يقومون على صناعة مناهجنا التربوية، هم فعلاً أصبحوا لا يعلمون من هم هؤلاء.
الإمام الخميني كان في وعيه للمسألة هذه، مسألة من أنت، من هو، فيعتبرها مقياساً مهماً، قال: (يكفينا فخراً أن تكون عدوتنا هي أمريكا وإسرائيل) لنعرف أننا على خطى ثابتة، وأننا على موقف حق، يصبح فخراً لنا أن تكون عدوتنا هي أمريكا، وأن تكون عدوتنا هي إسرائيل، من خلالها سنكتشف من نحن، متى ما عرفنا من هم، سنكتشف من نحن، وكيف يجب أن نتعامـل معهـم، وكيـف يجـب أن تكـون نظرتنـا نحوهم.
لكن الذي هو غائب في الساحة هو هذا: أننا لا نعرف من نحن، ولا نعرف من هم، من هـم أولئك الذين ينادون بالتعليم: تعلموا، تتعلم المرأة، يريدون للمرأة أن تصبح وسيلة لإفساد الرجل، إضافةً إلى كونها وسيلة لإفساد أبنائها، امرأة تظهر وهي تلهث وراء أن تقلد كل مظهر مهما كان منحطاً، يأتي من جانب أولئك، لأنها ستتعلم بالشكل الذي تصبح فيه تكبّر أولئك، وتعظم أولئك، وتنبهر بهم، أي امرأة تراها تقلدها، إذا قصت شعرها تقص شعرها، إذا أطالت أظفارها تطيل أظفارها، إذا تبرجت تتبرج مثلهـا، هـذا هـو الذي يحصـل!
وليست المسألة فقط هي قضية مناهج علمية، المرأة تتلقـى التعليـم مـن مختلـف الجهـات، مـن وسائـل الإعلام، عن طريق المسلسلات، يترسخ في ذهنيتها الإعجاب بمظهر معين، متى ما أرادت أن ترفع نفسها نحو أن تشعر بأنها تريد أن تتحضر، أو أنها أصبحت متحضـرة، أي: أن تكـون علـى هـذا النحـو الـذي شاهدت عليه الممثلة الفلانية، أو المغنية الفلانية، أو الراقصة الفلانية، التي أصبحت تعجب بمظهرها.
ألم تصبح النساء في بلادنا يتسابقن على تسمية البنات بأسماء الممثلات؟ يحصل هذا بل أصبحت بعض النساء يسمين بناتهن باسم المرأة اليمنية التي تخرج في برنامج [المضمار].

إذاً ألسنا في الواقع لا نعلم شيئاً {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً} (النحل: 78) لكن أراد أن نعلم وأن نتعلم الكثير لكن على يده هو. عندما نتعلم على يد غيره سنصبح فعلاً لا نعلم شيئاً، ومتى فقدنا هويتنا وأصبحنا لا نعلم شيئاً من نحن ومن هم فهو الكفيل بأن نفقد أيضاً حضارتنا، إذاً لن نصل إلى مستوى أن نكون أمة تنتج وتصنِّع وتزرع وتعلم كل شيء، والواقع يشهد بهذا.

#ويزكيهم

t.me/shahidzaid

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com