🟢دروس من هدي القرآن الكريم 🔹محياي ومماتي لله🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ الجمعة 26/7/2002م | اليمن – صعدة

مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح, [11/05/46 02:28 م]
🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹محياي ومماتي لله🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ الجمعة 26/7/2002م | اليمن – صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️‏
هل يمكن أن يحصل لدى أي شخص الشعور بهذا؟ أو قد يكون كل واحـد منا يقول: ماذا يمكن أن أعمل لهذه الأمـة؟ من أنا حتى أعمل على رفعة هذه الأمة! قد يقول أي واحد منا هذا لأننا أصبحنا كمسلمين بابتعادنا عن القرآن الكريم بابتعادنا عن الله، ولأننا لم نعد نعتد بقدرة الله بجبروت الله بأنه هو القاهر فوق عباده، لم نعد نعتد بمعيته، أن معيته قوة، أن معيته نصر، أن معيته تأييد، إذا ما كان معنا.
أصبحنا مهزومين نفسياً لما فقدنا هذه الأشياء أصبحنا مهزومين نفسياً، وأصبح كل واحد منا تقريباً يرى بأنه لا يمكن أن يكون لـه دور في إنقاذ الأمة من هذه الوضعية التي تعاني منها! لكن أنت لو ترجع إلى أمثلة كثيرة في واقع الحياة ستجد وعلى طول التاريخ أن إنقاذ عباد الله جاء في أغلب حالاته من حيث لا تحتسب الأمـة، وعلى أيـدي مـن لم تكن الأمة تقدر أنه ممكن أن يعملوا شيئاً في تاريخها وفي حياتها.
[الخميني] خرج رجلاً فقيراً مهاجراً من قرية تسمى [خُمَين] لو لقي رجلاً آخـر وقيـل لـه: إن هذا سيعمل في المستقبل عملاً عظيماً وسيقيم دولة إسلامية ربما لأقسم – هذا الأخير – أن هذا مستحيل، لأقسم أن هذا مستحيل، لكن تحقق هذا وهكذا أمثلة كثيرة.
فالإنسان يعرف أنه يجب – ونحن تحدثنا معكم في جلسة سابقة – فيما يتعلق بالقرآن الكريم: أن عليك وأنت تعلم القرآن الكريم أن تقدمه للناس وكأنك تعد جنداً لله؛ تتحدث عن آيات الوحدة على أرقى مستوى، عن آيات الجهاد، عن آيات الإنفاق، عن الأمر بأن يكون الناس أنصاراً لله، عن الأمر بأن يكونوا أمة واحدة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، عن كل ما هو من هذا القبيل تقدمه وكأنك تعد جيلاً مجاهداً هذا هو منطق القرآن، لا تحاول أن تعكس نفسيتك وهزيمتك النفسية على طلابك وعلى القرآن الكريم فتقدمـه هزيلاً.
أيضاً أنت كطالب علم عندما تقرأ القرآن الكريم لا تدخل إلى القرآن بنفسيتك المهزومة، أدخل إلى القرآن بعد أن تكون قد نذرت حياتك لله ونذرت موتك لله وجعلت من نفسك جندياً لله؛ التزاماً بقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: 14) فاقرأ القرآن حينئذٍ وتأمله لتعرف كيف تؤهل نفسك كجندي من جنود الله، لكن أن تقرأ القرآن أو تقرأ علوماً أخرى لتدخل إلى القرآن بعد فتمر بآيات من هذا النوع فتحاول أن تجمدها مكانها فاعرف بأن هذا هو الشقاء، وهذا هو الذي يجعل الإنسان فعلاً لا يقدم ولا يؤخر للأمة بل يضر بالأمة بل يضر بالدين بل يضر بنفسه.
عندمـا يصل إلى مثـل آية: {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّه} سيقول: [هذه آية محلها حقيقة بس من ذي جهده؟] عند آية: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِـالْمَعْـرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: 104) يقول: [هذا صح لكن من ذي جهده؟ الناس ما منهم شيء والناس ما هم طايعين].
وهكذا عندما يدخل الإنسان بهذه الروحية لن يعمل شيئاً لن يحقق شيئاً ويكون في واقعه لا يصح أن يطلق عليه اسم عالم. العالم هو من يجب أن يستفيد علمه من القرآن الكريم، وأن يكون علمه بالشكل الذي يجعل القرآن حياًّ في واقع الحياة، وحياًّ في نفسه، يجعل القرآن حياًّ في نفسه وفي واقع الحياة، أمـا أن يقرأ يقرأ لينتهي في الأخير إلى أن يجمد كل هذه الآيات مكانها فهو ليس بحاجة إلى أن يقرأ حتى يجمدها.
إن الله يريد من الناس أن يتعلموا ليعملوا، لا أن يتعلموا ليتحايلوا على كيف يجمدون أوامره ونواهيه، وهو سبحانه وتعالى عندما يأمرنا لا يأمر بشيء إلا وقد رسم الطرق المتعددة التي يمكن أن توصل بالناس إلى أداء ما أمروا به.
عندمـا يقـول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِـالْمَعْـرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: 104) ليس مجرد أمر هكذا في الهواء، هو رسم عدة أشياء متعددة هي في متناول الناس، هي في متناولهم إذا ما استشعروا المسؤولية، هي في متناول الناس في الأخير تجعل الناس أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهكذا في بقية الأوامر، ليس هناك أمر كلمة يرمي بها الباري إلى هناك – على مـا نقول – ثم نقول: [والله ما جهدنا اما هذه]

مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح, [11/05/46 02:28 م]
هو لا يأمر بشيء إلا وقد هيأ كثيراً من التشريعات التي تخدم الأمـة في أن تصل إلى تنفيذ هذا الأمر، ولهذا عندمـا نتعلـم القـرآن الكريـم وكما أسلفنا أن يكون من أهم ما يتوجه ذهنك إليه وأنت تتعلم هو التعرف على الله سبحانه وتعالى، ومعرفة الله هو بالشكل الذي يتناسب مع عظمته سبحانه وتعالى وبالشكـل الـذي نحـن في أمسّ الحاجة إليه في هذه المرحلة من تاريخنا هو: أن نعرف كيف نعزز ثقتنا بالله، كيف نعزز ثقتنا بالله سبحانه وتعالى حتى نرى أن بالإمكان أن ننفذ كل مـا أمرنا أن نقوم به، أن نكون قوامين بالقسط، أن نكون أنصاراً له، أن نكون أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أن نكون مجاهدين في سبيله، أن نكون مؤمنين فيما بيننا بعضنا أولياء بعض نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
كل هذا سيصل الناس إليه إذا ما عملنا على تعزيز ثقتنا بالله، وعرفنا سنته في الهداية سنته في التشريع، وعرفنا أنه سبحانه وتعالى ملك يختلف عن بقية الملوك، هو ملك رحيم.. هو رحيم.. ولرحمته وبرحمته جعل تدبيره كله وهدايته كلها وتشريعه كله منوط برحمته فإذا مـا أمرك فأعلم أنه أمرك من منطلق رحمته بك وعندمـا أمـرك هـو سيهيـئ لك ما يجعلك تؤدي هذا الأمر من منطلق رحمته بك وهكذا مع كل أوامره ومع كل نواهيه.

╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com