دروس من هدي القرآن الكريم من نحن ومن هم ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹من نحن ومن هم🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ شهر شوال 1422هـ | اليمن – صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
لم نفهم المسألة بالشكل الصحيح، مثلما تحدثنا في العصر كيف أننا أصبحنا في واقعنـا نفتـرض مـا لـم يحصل للأنبياء، نتبنى مواقف معينة بطريقة سلبية ونريد من ورائها مـا لـم يحصـل للأنبياء، نحن نريد أن نرسم لنا طريقاً سهلة إلى الجنة غير طريق الأنبياء! والجنة من هم دعاتها؟ الأنبياء؟ لو كانت المسألة فيها سهولة بشكل كبير لما كان دعاة الجنة هم أنفسهم يحتاجون إلى أن يتعبوا ويصارعوا في الحياة. هذا بالنسبة للجنة.
الله هو الذي يهدي إلى الجنة، وليس نحن من نرسم طريق الجنة ونفصّلها، الله يقول: {وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} (البقرة:221) هو الذي يهدي إليها، مـا معنـى يهدي إليها؟ بالحظ! بل يرسم طريقها، صراطاً مستقيماً – أيضاً – ليس طريقاً غامضاً، بل صراطاً مستقيماً، طريق واضحة مستقيمة، بيِّنة.
في ميادين الصراع أيضاً ننطلق انطلاقة لم يكن عليها الأنبياء أنفسهم نريد أن ندعو: اللهم. اللهم. اهلك، ودمر، واعمل كذا بالأعداء! الدعاء جيد كإعـراب عـن موقـف، كإعـراب عـن موقف، لكن لا تنتظر من ورائه شيئاً إذا لم تعمل، إذا لم تعمل، خاصة ولديك القدرة على أن تعمل شيئاً، وأن تعمل ما تستطيع ولديك القدرة، اعمل متى ما عملت سيستجاب الدعاء.
رسمنا طريق للجنة خاصة، ورسمنا منهجية في الصراع مع الآخرين خاصـة، لـم تتوفـر للأنبيـاء لا هذه ولا هذه بالشكل الذي نريد أن تكون لنا، وكأننا أعلى مقاما من أنبياء الله ومن سيد المرسلين محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
فأصبحت المسألة من الضلال إلى درجة أننا لم نعرف من نحن، ولم نعرف أعداءنا، ولم نعرف طريق جنته، ولم نعرف كيف كان عليه أنبياؤنا، ولم نعرف كتابنا، ولم نعرف شيئاً، أصبحنا صفر، لا نعرف شيئاً، ونتعامل أيضاً مع الله سبحانه وتعالى ناسين!
وهذا مما جعلنا لا نثق بالله كثيراً هو: أننا ناسين أنه رحمان رحيم بنا، أي أنه ينبغي أن يكون محط ثقتنا حتى آياته [احسب ما هو سابر إما نمشي عليها، احسب أننا سنتورط، أو احسب أن المسألة ليست] صدق الله العظيم، صحيح لكن. ما هناك ثقة بالله بأنه عندما يشرِّع، عندما يهدي، عندما يرسم طرق معينـة، طريـق إلـى الجنـة، طريـق كيـف نواجـه الحياة، كيف نواجه الآخرين، أنها حقائق ثابتة، وأنه هدانا إليها من منطلق رحمته بنا، من منطلق رحمته بنا، فهو من يجب أن نثق به وثوقاً كبيراً.
أي: حتى هذه لم تحصل، هي لأسباب كثيرة تراكمت من ثقافتنا – مثلاً – وعن طريق أن نثقف سواء بالكلمة، أو بالكتاب، من هنا أو من هناك، فيحصل داخله أشياء تجعلنا على هذا النحو، فلا أحداث فيما بعد استطاعت أن تكشف لنا واقعاً، متى ما كشفت لنا واقعاً لم نهتد لطريق الخروج منه، هذا التيه الرهيب جـداً جـداً لا يمكن أن يكون المخرج منه إلا عن طريق القرآن والثقة بالله سبحانه وتعالى.
t.me/shahidzaid