دروس من هدي القرآن الكريم لتحذن حذو بني إسرائيل ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹 لتحذن حذو بني إسرائيل 🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
بتاريخ 7/2/2002م | اليمن – صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
تراهم في كل مناسبة وطنية يعرضون علينا المنجزات! نحن نقول: أين المنجزات الحقيقة التي تحافـظ علـى كرامتنـا؟ أيـن البـنـاء الاقـتـصـادي، والتنمية الحقيقية التي تجعلنا أمة تستطيع أن تقف على قدميها؟ إذا كنتم تبنون مستشفى هنا، ومستوصفاً هناك، من أجل متى ما أحسسنا بألم ما صداع في الرأس، أو جرح، أو ضيق في الشرايين، أو في التنفس، يكون هناك أمامنا مستشفى. إننا نعيش الألم النفسي، نعيش ألماً شديداً ليس من نقص في الفيتامينات إنما من نقص في الكرامة وفي العزة، نقص في الحياة الكريمة التي أراد ديننا أن تتوفر لنا، نعيش الألم فأين هو العلاج؟ نعيش الجوع الذي سيجعلنا مستسلمين أمام أعدائنا فأين هو الغذاء من أوطاننا؟ هذا هو العلاج الحقيقي، هل هناك عمل على توفيره؟ لا يوجد. لماذا؟ لأن الشعوب نفسها لا تتحدث مع أولئك.
نحن قلنا في الجلسة السابقة أنه يجب في كل انتخابات أن نقول: نحن لسنا مستعدين أن نصوت لأحد إذا لم نره يهتم باقتصادنا، ببناء اقتصادي تقوم عليه أقدامنا، اقتصاد صحيح، تنمية حقيقية، زراعة.
النساء عندما كن يصوتن في حجة، وفي مناطق أخرى مقابل [تنانير]، تنّور من الغاز، بعض الأعضاء وزعوا كميات كبيرة من التنانير، تنانير الغاز للنساء ليصوتن، وزوجهـا مرتـاح أن صـوت زوجتـه وفّـر له تنوراً، لكن التنور هذه الخبز الذي تريد أن تصنعه فيه من أين يأتيك؟ حاول – على أقل تقدير – أن تصوِّت للخبز أولاً، صوِّت ولا تعط صوتك إلا لمن يوفر لك خبزك وطعامـك من داخل وطنك، أما التنور فهو ذلك الذي لا ينفعك فيما بعد عندما لا ترى دقيقاً ولا قمحاً موجوداً.
عندما يُقال إن هناك إرهابيين في اليمن إذاً فليحاصر اليمن، إذاً فليُضرب اليمن، التنانير ستبقى حينئذٍ باردة لا تشتغل، وسنرى الأراضي الواسعة الشاسعة في بلادنا بيضاء، بيضاء لا تزرع، ويتعاقب الزعماء زعيماً بعد زعيم، وأعضاء مجلس النواب عضواً بعد عضو، وأعضاء الحكومة عضواً بعد عضو أيضاً، وما تزال أراضي بيضاء.
لكنها ستُزرع إذا كانت زراعتها لمصلحتهم هم، ألسنا نرى في تهامـة كـم زرعـوا من أشجار (المانجو)، مزارع كبيرة زرعوها في تهامة، أصبحت تهامة قابلة للزراعة، وأصبحت تهامة أرضاً صالحة للزراعة، لكن إذا كانت الزراعة لصالحهم فسيزرعون (المانجو) ليبيعوه بالملايين، ويُصلحون تلك الأراضي الواسعة، ومـن مـال مـن يُصلحونهـا؟ الله يعلـم مـن مـال مـن يصلحونها؟ وتلك العائدات التي تدرُّها عليهم هذه المزارع الكبيرة مزارع (المانجو) الله أعلم في أي بنوك تودع؟ الله أعلم من هو الذي يستثمرها فيجني من ورائها أكثر مما يجنونه هم من تلك المزارع؟ ألم تصبح حينئذٍ الأراضي قابلة للزراعة؟! لكن للحبوب غير قابلة للزراعة، لمختلف المنتجات الزراعية التي المواطنون بحاجة إليها غير قابلة للزراعة!
القروض الكثيرة جداً تتوارد على البلاد أيضاً لا تصرَّف إلى المجال الزراعي. لماذا مشى كل هذا؟ لأننا لا نتفوه بكلمة، نحن لا نعرف مصالحنا، ما قالوا هم بأنـه مصلحـة لنا نُسلِّم! حتى عندمـا يقولـون: نحـن سنكافح الإرهاب، وأمريكا تريد منا أن نتصدى (للإرهاب)، لأي كتاب (إرهابي)، لأي مدرسـة (إرهابيـة)، لأي مدرسـة تحفيـظ قـرآن (إرهابيـة) تُصَنَّف عند أمريكا إرهابية، لأي شخص يقال أنه (إرهابي) سنضربه حفاظاً على مصلحة الوطن لئلا تضربه أمريكا، أو نواجه بحصار من جانب أمريكا! أليسوا هم من يرسمون لنا المصالح، ونسلِّم؟ مع أنها ليست مصالح حقيقية.
الأمر الذي يكف عنكم الضغط الأمريكي، الذي اضطركم إلى أن تجندوا أنفسكم وتستعدوا لمكافحة كل مـا قالـت أمريكـا إنه إرهابي، وأنتم من رأيتموهم يسألونكم عن مدارس تحفيظ القرآن، ويسألونكم عن (مركز بدر)، وسيسألونكم عن مراكز [الشباب المؤمن]، وسيسألونكم عن المساجد الفلانية، وعن العلماء الفلانيين، وعن، وعن… قائمة طويلة عريضة.
دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم. هي الحكمة. ألسنا نقول: إن الإيمان يماني، والحكمة يمانيـة؟ أيـن هـي الحكمـة؟ إن مـن يعـرف اليهـود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخةً في أسبوعٍ واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيون.
هكذا عمل الإيرانيون، هل انطلق رئيسهم؟ هل انطلق قائدهم الأعلى ليقول: اسكتوا أمريكا تهددنا؟ والمواطنون يعلمون فعلاً أنهم مستهدفون، وقد عانوا من حصار اقتصادي طويل، لكن الإمام الخميني كان يقول لهم: إنه في مصلحتكم، إنكم حينئذٍ ستتجهون لبناء أنفسكم والعمل على تحقيـق الاكتفـاء الذاتـي في مختلف المجالات داخل وطنكم.
هؤلاء هل انطلقوا ليقولوا للناس اسكتوا؟ أم أنهم خرجوا إلى الميادين زعماءَ، وإمـاماً، وشعـباً، ليتحـدوا أمريكا؟ ويأتي التهديد من كل المسؤولين بما فيهم وزير الدفاع نفسه يتهدد بضربة مباشرة. ألم تغير أمريكا منطقها؟ تأملوا أنتم، لأن الكثير منا يخافون أيضاً (قد يضربنا الأمريكيون، قد يحصل، قد يحصل).
إذا كنت تريد أن تسلم أولئك فامش على قاعدتهم هم، هم الذين يقولون: (إذا أردت السلام فاحمل السلاح) هذا مثل أمريكي. (إذا أردت السلام فاحمل السلاح).
عرفات ألم يبحث عن السلام؟ هل وجد سلاماً؟ متى فقد السلام؟ ومتى فقد الفلسطينيون السلام؟ يوم القـوا بأسلحتهـم وانطلقـوا علـى طاولات المفاوضات، مفاوضة بعد مفاوضة، مفاوضات طويلة عريضة ثم بعد فترة تتلاشى كلها وتتبخر. هل حصلوا على سلام؟ إن هذا هو منطق الأمريكيين أنفسهم: (إذا كنت تريد السلام فاحمل السلاح).
إذا كان اليمنيون يريدون أن يسلموا شر أمريكا فليصرخوا جميعاً في وجهها، وليتحدوها، وليقولوا: ليس هناك إرهاب داخل بلادنا.
لكن ما الذي يحصل؟ أمر بالسكوت من الكبير والصغير، وكلـه يُقـدم تحت عنوان (حفاظاً على مصلحة الشعب).
نحن نقول: إن القرآن الكريم هو الذي علّمنا مصالحنا، إن الله سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا إن من يسارع إلى اليهود والنصارى لا يمكن أن يبرر مسارعته بأنه من منطلق الحفاظ على المصلحة، وأنه فيما لـو قـال ذلـك وكان في واقع نفسه معتقداً لذلك فإنه مخطئ، فإنه مخطئ، لأنها ليست مصلحة، أنت تريد أن تحافظ على مصلحة شعبك دع شعبك أن يصرخ كله، وأن يخرج في مسيرات كبيرة، إذا ما قال الأمريكيون: إن هناك إرهابيين في اليمن، وهم من سيكفون أيديهم، وسينسلون، ويكممون أفواههم حينئذٍ ستحافظ على مصلحة شعبك.
وهل تتوقع أنهم سيحاصرونك اقتصادياً، هم جربوا عندما حاصروا إيران اقتصادياً أنهم هم من خسروا، أن الشركات الأمريكية هي من صرخت في وجه الحكومة الأمريكية جرّاء الخسارات الكبيرة التي فقدتها، بينما شركات أخرى فرنسية، وألمانية، وصينية، وغيرها هي التي كانت هي المستفيدة، من الذي خسر في الحصار ضد إيران؟ إنهم الأمريكيون أنفسهم، من الذي خسر من الخروج من إيران؟ إنهم اليهود، إسرائيل هي التي خسرت.
وما الذي يحصل أيضاً مع الأمر بالسكوت؟ من يتأمل – وحاولوا أن تتأملوا وتسمعوا كثيراً – هناك منطق يتكرر كثيراً، منطق يقوم على أساس أن يرسخ في نفوسنا أنه لا شرعية لأحد أن يتحرك ضد أمريكا اللهم إلا إذا كان قد أصبح يُعاني ويُضرَب كما هو الحال في فلسطين، حينئذٍ يمكن أن يقال: إن المقاومة مشروعة، ولكن بمنطق بارد، وقليلٌ من يؤيد هذا.
ألسنا نسمع الآن: نحـن نمنـع أن تكـون حمـاس إرهابيـة، أو أن يصنـف الفـلـسـطـيـنـيـون بأنهـم إرهابيون؟ أو أن يصنف حزب الله بأنه إرهابي؟ لأنهم ماذا؟ لأنهم يقاومون احتلالاً، لكن آخرون ينطلق منهم مواقف ضد أمريكا في أي بلد عربي إسلامي سيقول الجميع: أنتم إرهابيون! لماذا؟ لأنه لا مبرر لكم أن تتحركوا، أليس هذا هو ما يحصل؟ يفهموننا نحن أنه لا شرعية لأحد أن يتحرك ضد أمريكا اللهم إلا متى ما أصبحت وضعيته كوضعية الفلسطينيين.
أي ألاّ شرعية لك أن تقاوم وأن تتحرك وأن تواجه إلا بعد أن يصل بك اليهود والنصارى إلى وضعية لا يكون لتحركك أي جدوى، فحينئذٍ سيتفضل عليك هؤلاء الزعماء ويقولون: لا بأس أنت لن نسمح بأن تصنف إرهابياً. لكن لن يقدموا لك شيئاً، ولن يدفعوا عنك شيئـاً، أليـس هذا هـو مـا يحصـل مـع الفلسطينييـن أنفسهم؟ يتمنن زعيم من هنا أو هناك أن يقول: لا، الفلسطينيون ليسوا إرهابيين، هم يقاومون الاحتلال، ويرى هذه كلمة كبيرة، ويراها منّة على شعبه، ويراها منّة على الفلسطينيين، لكن هل عمل هؤلاء للفلسطينيين شيئاً؟ ألسنا نرى الفلسطينيين يُذبحون كل يوم، وتدمر مساكنهم، ومزارعهم تقلع وتدمر؟ ما الذي عمل هؤلاء للفلسطينيين؟ ماذا عمل هؤلاء لحزب الله؟ ماذا عمل هؤلاء لحماس؟
أمّا الغربيون فلماذا انطلقوا دولاً، وشعوباً، وأفراداً وهو ما حصل بعـد حـادث [الحـادي عشـر مـن سبتمبر] بشكل صريح؟ ألم ينطلق المواطنون في فرنسا، وفي بريطانيا، وفي أمريكا، وفي استراليا، وفي ألمانيا، وفي مختلف المناطق ضد المسلمين في تلك البلدان؟ ألم تنطلق الصحف؟ ألم تنطلق وسائل الإعلام كلها لتهاجم الإسلام والمسلميـن؟ هـل انتظـروا أحـداً يمنحهم شرعية، أم أنهم يرون أن لهم شرعية؟ لأنهم يعتبـرون الإسلام والمسلمين أعداء ولـك حـق فـي أن تقف في مواجهة عدوك.
لكننا نحن المسلمين نُثقف هكذا: ليس لليمنيين حق أن يقفـوا فـي مواجهـة أمريكـا وإسرائيـل، وليـس للسعوديين حق، وليس للإيرانيين حق، وليس لأي مواطن في أي بلد عربي حق أن يقف ضد أمريكا، سيقولون: مـاذا تريـد؟ ماذا تريد عندما تقول هكذا؟ أنت الآن إرهابي، هل ضربتك أمريكا الآن أو عملوا بك شيئاً؟
نقـول: أنـت تريـد أن أنتظـر حـتـى يـدوسـونـنـي بأقدامهم، ثم فقط يكون كل ما أريده وأنا منتظر منك، كل مـا أريده منك أن تقول لي في الأخير: إنني لست إرهابياً، وأنت في الأخير لا يمكن أن تعمل لي شيئاً!
الزعماء أنفسهم هم من سيقعون فيما وقع فيه (عرفات)، وهل أحد من زعماء العرب عمل لعرفات شيئاً؟ بل يقول بعض الكتاب في الصحف: إنه فعلاً حتى الاتصالات، الاتصال من زعماء العرب أنفسهم بعرفات كلهم أقفلوا الاتصالات معه، ولا كلمة يسمعونها، ويُسجن داخل بيته ولا أحد يقدم له شيئاً، ولا أحد يتصل حتى يواسيه بكلمة! هذه ما يجب أن نقاومها، هذا ما يجب أن نرفضه.
إن اليهود والنصارى يقاتلوننا كافـة، والله يأمرنـا أن نقاتلهم كافة كما يقاتلوننا كافة، إنهم يتحركون في كل شعب، وهل هناك دولة إسلامية تَضرب بريطانيا، أو دولة إسلامية تَضرب فرنسا حتى ينتظر الفرنسيون أن يوجد لهم المبرر أن يتحركوا ضد المسلمين؟ أم أن كثيراً مـن المسلميـن الآن لا يزالـون سجناء بما فيهم يمنيون؟ سجناء في أمريكا، وسجناء من مختلف المناطق، وأشخاص قُتلوا.
حتى نشرت بعض الصحف أن أربعة يمنيين من مدينة (القاعدة) قُتلوا واستجوب كثير منهم؛ لأن في وثائقهم اسم (القاعدة) – و (القاعدة) هي مدينة في اليمن – ظنوا أنهم من تنظيم القاعدة تنظيم [اسامة بن لادن] وهـم مـن مدينـة القاعـدة مدينـة هنـا اعتقـد فـي محافظة (إب). محل الميلاد: (القاعدة)، قالوا: إذاً أنت من القاعدة. قُتَل أربعة أشخاص لاشتباههم في الاسم.
لكننا نحن لا يجوز لنا أن نصرخ في اليمن، ولا في أي بلد عربي آخر، ونحن نُضرب في كل مجالات حياتنا، ونحن نرى ديننا يُهدد، أولسنا كلنا نعرف أن الإسلام والمسلمين يواجهون بهجمة شرسة جداً من دول الغرب كلها؟ أليس هذا هو ما نلمسه؟ فلماذا يريد هؤلاء ألاّ نتكلم لا في اليمن ولا في أي منطقة أخرى؟ لأنه لا شرعية لك أن تقول إلا بعد أن يصل أولئك إلى عندك فيدوسونك بأقدامهم.
تأملوا، ستسمعون هذه العبارات تتكرر، ودائماً وسائل إعلامنا تخدم إسرائيل من حيث تشعر أو لا تشعر، وترسخ في أذهاننا شرعية بقاء إسرائيل كدولة، وشرعية تحرك أمريكا ودول الاستكبار ودول الكفر دول اليهود والنصارى ضد المسلمين شعوباً وحكومات ولا تمنح الشرعية إلا لفئات معينـة! مـاذا يعني هذا المنطق عندما نسمع (لا، أما حماس وحزب الله وحركة الجهاد والفلسطينيون فلا نسمح أن يصنفوا بأنهم إرهابيون) ماذا يعني هـذا؟ أمـا الباقـون فإذا صرخ أحد ضدكم فهو إرهابي، أما الباقون في مختلف الشعوب الإسلامية فإذا تحركوا لمواجهتهم فهم إرهابيون وسنكون معكم ضدهم.
أليس هذا يعني حصراً؟ حصر ماذا؟ حصر من نعزلهم عن قائمة اسم (إرهاب) في منظمات معينة بحجة أنها تقاوم احتلالاً مباشراً، أولسنا محتلين في اقتصادنا، في سياستنا، في كل شؤون حياتنا؟ أوليس العرب مستعمرين الآن؟ هم مستعمرون، أيّ زعيم يمكن أن يقول كلمة جريئة إلاّ ويسحبها بعد ساعة أو ساعتين؟ أليس هذا يعني استعماراً؟
استعمار في كل مجالات شؤوننا، وحرب لديننا نراها ونشهدها، وإفساد في أرضنا، وإفساد لشبابنا، وإفساد لنسائنا، وإفساد لكبارنا وصغارنا. أليس هذا هو ما يحصل في البلاد العربية كلها؟
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝