🟢دروس من هدي القرآن الكريم 🔹 لتحذن حذو بني إسرائيل 🔹 ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس بتاريخ 7/2/2002م | اليمن – صعدة
🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹 لتحذن حذو بني إسرائيل 🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
بتاريخ 7/2/2002م | اليمن – صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
لقد ضللنا السبيل، سبيل ديننا، سبيل عزتنا، سبيل كرامتنا، السبيل كل ما تعنيه كلمة {السبيل} الذي يهدي إلى التي هي أقوم، الذي يهدي إلى العزة والكرامة {وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.
وهم عندما يريدون أن نضل السبيل، هم كالشيطان يعرفون سبيل عزتنا ليصرفونا عنه، هم لا يغلطون، بل يعرفون سبيل الحق فيصرفوننا عنه، يعرفون سبيل تنميتنا الحقيقية فيصرفوننا عنها، يعرفون سبيل زكا نفوسنا، وسمو أرواحنا فيصرفوننا عنه، يعرفون سبيل قوتنا في توحدنا فيصرفوننا عنها {وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.
وهم يعلمون أن التركيز على الجانب الأخلاقي الذي وسيلته المرأة، المرأة هي وسيلة سهلة، سهل إفسادها، وخطير جداً إفسادها أيضاً، إنها تفسد بسهولة، وهي من تفسد الرجل بسهولة أيضاً. يركزون على المرأة لتفسد في نفسها من خلال ما تشاهد.
وهم من حتى يقدمون في المسلسلات العربية – التي يسمونها عربية – يقدمون المرأة التي زيهـا مازال زياً عربياً هي الشغالـة، وهـي الخادمـة، ألسنـا نشاهـد هـذا فـي المسلسلات المصرية؟ المرأة التي دورها شغالة، أو خادمة، أو بوابة عملها عمل ممتهن، أليست هي تبدو بالشكل العربي وبزيها العربي؟ لكن المرأة ذات الدور المهم داخل المسلسل، بطلة تلك القصة هي من تبدو مشبهة تماماً للمرأة الأوربية، لنقول: هكذا هو التحضر. لا يليق بها حتى ولا أن تمثل دوراً لائقاً إلا وهي بزي المرأة الأوربية، الزي المفضوح، الزي الذي يفسد كل من يشاهده ويرسخ في أذهان نسائنا أن تلك النساء اللاتي لا يزلن محافظات على زيهن العربي، على حجابهن الإسلامي ها هن منحطات إنما هن فرَّاشات ويقمن بدور الفرَّاشة، بدور الخادمة، بدور الطباخـة فـي هـذا المسلسـل الـذي يسمونـه أيضـاً [المسلسل العربي]، والذي يقول مخرجوه: إنه من أجـل معالجـة مشكـلات اجتماعيـة. أليس هذا هو من يصنع مشكلات اجتماعية؟ أليس هذا هو من يخدم أعداء الله؟ أليس هذا هو من يدفع بالمرأة التي تشاهد إلى أن تتبرج؟
هل نحن نرى النساء يقلدن من يشاهدنه من النساء داخل تلك المسلسلات ممن لا يزلن يحملن الزي العربي؟ أم أنهن ينطلقن لتقليد تلك النساء اللاتي يتبرجن؟ من يقلدن؟ هي لا تنشد لتقليد تلك المرأة لأن دورها في المسلسل قُدم دوراً ممتهناً، إذاً فهنا اقترن الزي بالدور، اقترن الزي العربي الزي الإسلامي بالدور الممتهن للمرأة داخل المسلسل، من أجل المرأة العربية التي تشاهد المسلسل لا تنشد لتقليد هذه المرأة وإنما تنشد لتقليد تلك المتبرجة السافرة، لأن دورها في المسلسل هو دور البطلة، هو دور الممثلة الكبيرة، أليس هذا إضلال؟ {وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.
بل أصبحنا نضل وبأموالنا نحن المسلمين نضل بعضنا بعضاً، تموّل كل تلك الأعمال التي فيها إضلال لنساء المسلمين، التي تدفع المرأة إلى السفور والتبرج تمول من الأموال العامة للشعب، تمول أو تشجع من الأموال العامة للشعب إذا ما كان هناك قطاع خاص هو من يقوم بتلك الأعمال، والمعاهد التي يتلقى التدريب والتعليم فيها من يتخرجون فيما بعد مخرجين أو ممثلين هي أيضاً من المشاريع التي تمول من قبل المال العام للشعب في أي بلد إسلامي.
نشتري الضلالة كما اشتراها بنو إسرائيل، هم يريدون أن نضل السبيل بل أن نصل إلى ما وصلوا إليه أن نشتري الضلالة، أوليست وسائل إعلامنا تشتري الضلالة بمبالغ كبيرة؟ تشتري الأفلام من المصريين، ومن السوريين، ومن غيرهم لتعرضها أمام نسائنا في بيوتنا، أليس هذا اشتراء للضلالة؟ أليست هذه هي النفس التي حكى الله بأن اليهود يحملونها؟ {يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ} إذاً هـذه واحدة أخرى.
في الوقت نفسه هل هناك أحد يقدم هدى؟ يقدم هدى يصرخ في وجه هؤلاء؟ لا. لأننا حتى وإن كنت تحمل اسم مؤمن أنت في نفسك قابل لأن تروض حتى يصبح كل شيء أمامك طبيعياً وغير مثير، يصبح كل شيء أمامك طبيعياً، لدرجـة – كمـا يقـول لنـا البعـض – إنـه فعلاً في البلدان التي أصبح سفور المرأة شيئاً طبيعياً تجد هناك عالم دين، وخطيب وإمام جامع زوجته وبنته متبرجة وسافرة، وهو من يأمر الناس بالتقوى في المسجد، وهو من ينطلق على شاشة التلفزيون ليعمل في برامج دينية تقدم للناس، وزوجته وبناته متبرجـات! هكذا يتروض الناس أنفسهم حتى تصبح الضلالة لديهم مقبولة. لكن الله سبحانه وتعالى لا يتعامل معنا ونحن نضل، كمـا نتعامـل نحـن مـع الضلالـة، كـل شـيء مرصود، وعقوبات الأعمال كلها تحصل حتى وإن كنت تراها شيئاً طبيعياً وغير مثير.
هذا فيما يتعلق بالجانب الأخلاقي، والجانب الأخلاقي فساد المرأة هو مما استخدمه الإسرائيليون وكان يغرون ولا يزالون يغرون به العملاء من فلسطين ولبنان، وهم من يدفعون النساء، الغربيون هم من يخرجون النساء بشكـل سائحـات إلـى اليمـن، ويقولـون بأنـه يعجبهـم البيـوت القديمة في صنعاء باعتبارها نمطاً معمارياً قديماً! إنهم يريدون أن يدخلوا إلى داخل الأحياء السكنية. هناك بيوت في صنعاء – وبعضها وللأسف الشديد كانت بيوت علم وعلماء – أصبحت فنادق يتجمع فيها السواح الخليعون من كل منطقة، من بلدان أوربا وغيرها، ثم لا ستائر على النوافذ ولا شيء، بل سفور، وخلاعة، وتبرج. وصنعاء القديمة بيوتها هكذا كثيفة ومتقاربة جداً.
يقول بعض الناس: أنه فسد كثير من البيوت المجاورة فسدوا بواسطة ذلك البيت الذي قد أصبح فندقاً يأوي إليه السواح، لأنه يعجبهم المباني القديمة، ونمط معماري قديم! ليس لهذا، ليس لهذا، إنهم يريدون أن يدخلوا إلى أعماق أحيائنا السكنية لم يكفهم أن يكونوا في الشوارع العامة، ولا في الأسواق العامة، ولا أن يسير شبابنا وراءهم يتطلعون إلى تلك النساء، بل يريدون أن يدخلـوا إلـى داخـل الأحيـاء العامة في العاصمة وفي أي مدينة.
وأولئك الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً لا يهمهم، لا يهمه وقد يكون بعضهم من أسرة علمية يؤجر بيته مقابل مبلغ من الدولارات ليكون فندقاً، ولا يهمه أن يكون من ينام مكان جده الذي كان عالماً من علماء الديـن، أن ينام في تلك الغرفة التي كان يتردد كتاب الله فيها كل حين، أن ينام خليعون من أي بلد من بلدان أوروبا. أليس هذا هو تنكر لقيم الآباء والأجـداد؟ أليس هذا هو إساءة للآبـاء؟ إسـاءة للأجداد العظماء من أولياء الله؟
تتحول بيوت كانت بيوت علم ودين، وبيوت فضيلة تتحول إلى بيوت فاسدة، ثم تفسد الحارة كلها وهو لا يبالي يحسب كم سيستلم في آخر الشهر من دولارات مقابل تأجيره لهذا المنزل. أليس هذا أيضاً من الضلالة؟ ألم يصبح هذا الذي باع دينه يشتري الضلالة، ولا يبالي أن يضل الآخرون؟
هكذا يصبح العرب أنفسهم، يصبح المسلمون أنفسهم، وكل هذا شاهد على أن أمريكا لو تمكنت من بلادنا ستجد الكثير والكثير من الشباب قابلين لأن يكونوا عملاء، يسخرون النساء كما يعملون في فلسطين وكما يعملون في لبنان لو تقرؤون قصص العملاء أشخاصاً فلسطينيين وأشخاصاً لبنانيين تحولوا إلى عملاء، وكان من أكثر الأشياء إغراءً لهم النساء والمال فيتحول إلى عدو يتنكر لدينه، ويعمل على أن يغتال ويُغتال على يديه العظماء من الأحرار الذين يحاربون من أجل شرفه ومن أجل وطنه، إن النساء خطيرات جداً إذا اتجه الإفساد إليهن.
ونحـن لا نعمـل، حتـى أولئك الذين كانوا يتشدقون بأنهم دعاة إسلاميون لم يهتموا بهذا الجانب وهم من تمكنوا أيضاً في السلطة، وهم من أصبح في معاهدهم ومدارسهم مجاميع كبيرة من النساء، يستطيعون أن يوجهوا فلم يوجهوا بالشكل المطلوب الذي يجعل المرأة اليمنية ترفض هذا الشكل وهذا التقليد الذي يريد اليهود أن تسير عليه.
هذا في الجانب الأخلاقي، وهذا ما يعمله اليهود، مـع أننا نجـد أن نبياً من أنبياء الله العظماء وهو من بني إسرائيل جعله الله مثلاً للعفة مثلاً للنزاهة على الرغم من جماله البارع، على الرغم من شبابه المكتمل، وعلى الرغم من الأجواء المهيأة الكاملة لفساد أخلاقي، لفاحشة يرتكبها فإذا به يصبح مثلاً للعفة نبي الله يوسف (عليه السلام)، سورة يوسف، قصة يوسف (عليه السلام) في القرآن الكريم هي مثل للعفة، مثل للطهارة، نبي الله يوسف (عليه السلام) هو مثل لكل شاب مهما رأى نفسه في المرآة جميلاً، الكثير من الشباب متى ما تصفح وجهه في المرآة فرأى شعره جميلاً، وشكله مقبولاً انطلق هنا وهناك، وراء البنات، انطلق وهو بكل غرائزه مستعد لأن يسقط في مستنقع الرذيلة.
إن نبي الله يوسف (عليه السـلام) الـذي قـد يكـون ربما أجمل إنسان خلقه الله، وكان في وقت مكتمل الشباب، هو من قال عندما اجتمعت [المصريات] عليه وبعد أن بـهرهن جماله، وقطعن أيديهن، وهددنه بالسجن إن لم يقبل ما يردن منه قال: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّـا يَدْعُونَنِـي إِلَيْـهِ وَإِلَّا تَصْـرِفْ عَنِّـي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (يوسف:33) هذا هو الشاب التقي الطاهر.أليس من بني إسرائيل؟ نقول لشبابنا، نقول لشاباتنا، نقول لأبنائنا وبناتنا في كل مكان: أنتم وراء من تسيرون؟ وبمن تقتدون؟ كلنا – سلمنا – وراء بني إسرائيل. لكن وراء من؟ إنكم تسيرون وراء أولئك الذين يبيعون بناتهم، ويبيعون أعراضهم من بني إسرائيل. لماذا لا تسيرون بسيرة يوسف (عليه السلام) نبي الله؟ لماذا لا تسيرون هذه السيرة لتحصلوا على ما وعد الله به نبيه يوسف (عليه السلام) عندما قال: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْـزِي الْمُحْسِنِيـنَ}(يوسـف: 22)؟ كونـوا محسنيـن بعفتكم، كونوا محسنين بطهارتكم وستحصلون على الحكمة، وستحصلون على العلم، العلم الذي تزكو به نفوسكم، والعلم الذي تبنون به أمتكم، العلـم الـذي تبنون به اقتصادكم وحياتكم.
أما أن تسقطوا في مستنقع الجريمة، وتسيروا وراء أولئك الذين يريـدون أن تضلـوا السبيـل، أولئـك الذين هم أعداء لكم، فإنهم يعلمون علم اليقين أنكم عندما تسيرون في هذا الطريق، وتسقطون في هذا المستنقع فإنكم ستكونون وسيلة لضرب نفوسكم، وضرب أمتكم، وضرب شعوبكم، وأنكم ستكونون وسيلة لتدمير أنفسكم، وتدمير أمتكم، وأنكم ستصبحون أجساداً لا قيمة لها يدوسونها بأقدامهم وهي تبتسم، وتقبل تلك الأقدام.
وهكذا متى يمكن أن تتوقع لشاب همه أن يجري وراء البنات سواء في ساحات الجامعة، أو في الشوارع، هل تتوقع لشاب نفسيته غارقة في هذا المستنقع أن يحمل همّ أمـة؟ أن يتألـم إذا مـا قلـت لـه اليهـود يدوسونك بأقدامهم؟! إنه لا يمانع أن تدوسه يهودية جميلة بأقدامها اللينة مباشرة! فكيف تريد منه أن يتحرك؟ سيقبل قدماً تدوسه، وهم فعلاً قد يصلون بالشباب إلى هذه.
بعد أن تصالح معهم المصريون، وبعد أن أقامت مصر معهم مصالحة، وتبادلاً دبلوماسياً هل أصبحت مصر تنعم بالسلام مع إسرائيل؟ أم أصبحت تعاني معاناة شديدة من الفساد الذي يريد الإسرائيليون أن يصل إليه شباب مصر أكثر مما قد وصلوا فيه؟ وفساد من ذلك الذي يحمل الدولة عبئاً مادياً كبيراً، فساد بثمن، فساد بأموال كثيرة، نساء ممن هن مصابات بمرض (الإيدز) ينتشرن في أوساط الشباب المصري، الشاب الذي يصاب بمرض (الإيدز) هل سيعود له أثر في بناء الحياة، أم سيصبح عبئاً على الدولة والمجتمع؟ ألا تجد الدولة نفسهـا مرهقـة فيمـا بعـد وهي تعمل على مكافحة (الإيدز)؟ وهي تعمل على حجز من يصابون بمرض الإيدز، فتتحمل كامل نفقاتهم، وتتحمل كلما تفرضه وضعيتهم السيئة.
هم يريدون أن نضل السبيل، ثم أن يكون ضلالنا أيضاً مما ينهكنا اقتصادياً، هكذا يعمل اليهود وبخبثهم الشديد، وهكذا نحن نجري وراءهم وليس وراء أنبيائهم العظماء.
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝