🟢دروس من هدي القرآن الكريم 🔹اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم السادس ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم السادس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 24/1/2002م | اليمن – صعدة
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
نحن نريد أن نثقف أنفسنا بثقافة القرآن الكريم، وأن تتسع أعمالنا في الدنيا بسعة المجالات التي تناولها القرآن الكريم، فمَن يمنعنا ممن يحمل اسم إسلام فليس بمسلم، من يعمل ضِدنا ونحن نتحرك لنثقف أنفسنا بثقافة القرآن قبل أن يثقفنا اليهود – أكثر مما قد حصل – بثقافتهم، فإنه من أولياء اليهود، من يحاول أن يحول بيننا وبين ذلك. أو نقول لأنفسنا من الآن بأننا غير مستعدين أن نكـون جادين في هذه المسألة، هل أحد منا مستطيع أن يقول: لا، أنا لست معكم؟
أنتم – أيها الإخوة – في هـذه القاعـة هـل أحد مستعد أن يقول: أنـا لسـت جـاداً معكـم في هذا، ولا أريد أن أتثقف بثقافة القرآن، أنا سأبحث لي عن مجال آخر، أو وسيلة أخرى، أو سأنطلق انطلاقة أخرى؟ كلنا نقول: لا. كلنا نقول: لا. ويجب أن نقول: لا. وإلا فماذا وراءنا؟ بالله عليكم ماذا وراءنا؟
أليس الحديث عن جهنم هو مـا مـلأ صفحـات القرآن الكريم؟ أليـس الحديـث عـن الذلة والشقاء وضنك المعيشة في الدنيا هو ما امتلأت به آيات القرآن الكريم؟ ليَعِدَ مَن يُعرِضون عن ذكره، من ينبذون كتابه وراء ظهورهم، أليس هذا هو ما نعرفه في القـرآن الكريم؟ إذاً لا مجال مـن أن ننطلـق لنثقـف أنفسنا بالقرآن الكريم قبل أن يثقفنا الآخرون.
ونحن نثقَف بهذه المفسدة الرهيبة مسألة: [الاشتراء بآيات الله ثمنا قليلاً] أسـألُ أيَّ واحـد منكـم [الذي يتساءل بأنه لا يلمس أن هناك نفوذاً لليهود داخل نفسه]: عندما زار المسؤول الأمريكي اليمن وسمعتَه يَعِدُ الرئيس بأن تسهم أمريكا فـي مجـال التنمية، هل تبادَر إلى ذهنك أن هذا هو من الاشتراء بآيات الله ثمناً قليلاً؟ لا.
وإنـه لَمِـن أشهـر وأعظـم المصاديق لهذه الآية، وإنها النفس اليهودية التي نَفَذَتْ إلى كبيرنا وصغيرنا، حتى ربما قد يكون بعضنا يفرح، بماذا يمكن أن تفرح؟ أنت تنسى في الوقت نفسه أن الله قال لك عن اليهود: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (البقرة: 105). فهذه التنمية التي تسمع عنها، تنمية، هل تعتقد أنها تنمية حقيقية؟ هم يَحذرون من أن يعطوك تنمية حقيقية تعطيك بنية اقتصادية حقيقية تقف على قدميك فوق بنيانها، أبداً.
لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلِكة، ومتى ما نَمت فلتتحول إلى أيدٍ عاملة داخل مصانعهم في بلداننا، لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا، ونمنحها عناوين وطنية [إنتاج محلي] والمصنع أمريكي، المصنع يهودي، والمواد الأولية مِن عندهم، وحتى الأغلفة مِن عندهم. التنمية لهم هنا، وفروا على أنفسهم كثيراً من المبالغ لأن الأيدي العاملة هنا أرخص من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أوروبا وأمريكا وغيرها من البلدان الصناعية، إذاً فلتكن [السجائر] هنا منتجاً محلياً [صُنِعَ في اليمن]، [صابون كذا صُنِعَ في اليمن]، لكن بترخيص مِن شركة مَن؟ زُر المصنع وانظر أين يُصنـع حتى الغـلاف، وانظـر مـن أيـن تأتـي المـواد الأولية، لترى في الأخير مَن يعمل الجميع معه؟ إنهم يعملون مع اليهود والنصارى، هل هذه تنمية؟!
عُد إلى واقع الحياة، أين التنمية الزراعية؟ أين الزراعة؟ أين قوت الناس الضروري؟ ألم يكن قد غاب؟ ألم يغب نهائياً؟ لقد غاب فعلاً، هل يملك اليمن الآن ما يكفيه شهراً واحداً من إنتاج أرضه، من قوته من الحبوب؟ لا يوجد. هم يعملون أشياء أخرى ولكن لن تجد نفسك أكثر من متجول في سوق كبيرة تستهلك منتجاتهم، ولن تجد نفسك تتجول داخل مصانع هي تتحرك والأيدي العاملة تتحرك وتحركها، كلها تعمل معهم، ليس هناك تنمية.
القروض التي يعطوننا قروضاً مُنهِكة، مثقلة. وهل تعتقدون أن القروض تُسجَّل علـى الدولـة الفلانية، أو على الرئيس الفلاني، وعلى رئيس الوزراء الفلاني؟ إنها تسجَّل على الشعب، وهي في الأخير من ستُدفَع من أجساد الشعب نفسه في حالة التقشُف التي مرت بها بلدان أخرى أنهكتها القروض، يفرضون حالة من التقشف. ألسنا متقشفين؟ ستفرَض حالات أسوأ مما نحن فيها تحت عناوين أخرى، ستدفع أنت ثمن تلك القروض مِن شحمك ولحمك أنت وأبناؤك، تذبل أجسامنا من سوء التغذية، فندفع تلك الفوائد الربوية، من أين؟ من شحمنا ولحمنا ودمائنا، ألستم تسمعون بأن هناك بلداناً كالبرازيل وبلداً كتركيا أصبحت الآن مشرفة على أن تعلن عن حالة التقشف؟ واليمن ألستم تسمعون كل شهر قروضاً؟

قروض بعد قروض، كنا في مجلس النواب لا يكاد يمر أسبوع واحد ليس فيه قروض، وهم يصادقون عليها، قروض بالملايين من الدولارات، قروض شهراً بعد شهر، سنة بعد سنة، قروض [للتنمية، للتنمية] نَمَوا هم، أمـا نحـن فلا نزال جائعين، أليس كذلك؟ المسؤولون هم مَن نمَوا، هم من غلُظت أجسامُهم، وعلت بيوتهم وقصورهم، هم مَن نَموا، ونمَت شركاتهم، مَن نمَا أولادهم، من نمَت أرصدتهم في البنوك، والشعب هو مَن سيدفع ثمن ذلك كله؛ لأنه كله من القروض.
إذاً يجب – أيها الإخوة – أن نفهم، وهذه الحقيقة مما أردت أن أقولها في هذا اليوم: حقيقة {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَـانِـهِـمْ ثَمَنـاً قَلِيـلاً} (آل عمـران: 77) {اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً} (التوبة: 9) أنها من الحقائق التي كُشِفت بشكل مرئي في هذا الزمن.
حقيقة النفس اليهودية التي أصبحنا نراها في كبيرنا وصغيرنا، وأصبحنا لا نعود إلى القرآن الكريم عندما يقول الله فيه بأنهم لا يودّون لنا أيَّ خير، فمتى ما وعدونا بخير صدَّقناهم، أليس كذلك؟ ألسنا نصدِّقهم؟ أو يُصِدِّقهم الكبار في هذا البلد، أو ذلك البلد، الحكومات تصدِّقهم! إن تصديقهم تكذٌيب للقرآن.
ولِتروا الأمرَ صادقاً انظروا إلى أيِّ بلد عربي، هل هناك تنمية حقيقية داخله؟ هل هناك أي بلد عربي أهله أصبحوا يكتفون بأنفسهم فيما يتعلق بقوتهم وحاجاتهم الضرورية؟
لم نعد كأولئك العرب، ألم يكن هناك أسلاف لنا في هذا الشعب وفي ذلك الشعب من قبل مئات السنين، ألم يكونوا يعيشون؟ أصبحنا الآن لا نمتلك أن نعيش كأولئـك الذيـن عاشـوا قبـل ألف سنة، هل تفهمون هذا؟
أصبحنا الآن غير قادرين على أن نعيش كأولئك من أجدادنا الذين عاشوا قبل ألف عام إذا قُطِعَ كل ما يأتينا من عند أعدائنا. فهل هذه تنمية أو هذا خنق للأمة؟ خنق للشعوب؟
إذاً نقول: لا تخدعونا بالتنمية، فتجندوا أنفسكم لمكافحة الإرهاب، ليس في بلدنا إرهاب، ليس في بلدنا إرهاب فلا تخدعونا، نحن ننظر إلى كل كلمة تقولونها من وجهة نظر القرآن الذي نزله مـن هـو عليم بذات الصدور {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} (المائدة:52،53).
ويجب علينا – أيها الإخوة – أن يستقر في قرارة أنفسنا، وأن يعمل كل واحد منا على أن يُوصِلَ هذا الوعي إلى الآخرين: أن ننظر لليهود والنصارى من منظار القرآن، فهم مَن ملأت أخبارُهم صفحاتِ القرآن، وهم مَن أوضحهم الله لنا أوضح بيان، فمتى ما وعدوك بتنمية، لا تُصدِّق، إنها لن تكون تنمية حقيقية، متى ما طلبوا منك أن تنفذ مخططاً لهم مقابل تنمية فاعلم بأنك ممن يحمل النفسية اليهودية التي تبيع الدِّين بالمال، وتبيع الوطن بالمال، وتبيع الناس بالمال، هذا هو ما يجب أن نفهمه فيما يتعلق بهذه القضية.
وترون الآن كيف رئيس حكومة أفغانستان المؤقتة يبحث ويلهث وراء تلك الوعود، هم وعدوا أفغانستان بمبالغ كبيرة خيالية، وهو مسلم وصدَّق! مرَّة في الصين، ومرَّة في اليابان ومرَّة في دول أخرى يبحث عن تلك الوعود أن تتحقق وهي وعود وهمية، حتى الاستقرار السياسي في أفغانستان قد يكون وهمياً أيضاً.
إنما عملت أمريكا فقط عملية تجميلية لتحفظ ماء وجهها فتنسحب عن أفغانستان، وتوهِم الآخرين بأنها قد قضت على أولئك، ونحن – كما قلنا سابقاً – لم نجد أنها قضت على [طالبان] ولا على قادة طالبان، إذاً أوصلت البلد إلى أن وضعت بديلاً، هذا البديل وهمي وقد بدأت مؤشرات الصراع بين فصائل التحالف داخل أفغانستان، ومن المحتمَل جداً أن يعود أفغانستان من جديد، ومن المحتمل أيضاً أن تعود طالبان من جديد. طالبان إنما انكمشت بتوجيهات لتمتد بتوجيهات أخرى، وعود كثيرة بالتنمية وعدوا بها أفغانستان من أجل أن يبنوا ما دمَّر اليهود، ولن يصدُقوا أيضاً، وإذا ما صدَقوا فستكون بالشكل الذي لا ينفع الأفغانيين.
من الحقائق القرآنية أيضاً – التي تجلَّت خلال هذا الأسبوع في الأحداث – في موقف [حزب الله]، حزب الله الذين اهتدوا بالقرآن الكريم فمنحهم الله
ما وعد أولياءه في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (المائدة:56) أمطروا معسكرات الجيش الإسرائيلي بالنار، بالصواريخ، بقاذفات الهاون، لم يرتعبوا، لم يرتبكوا؛ لأن قلوبهم ليس فيها مرض، قلوبهم مليئة بتولي الله ورسوله وعلي بن أبي طالب، تحدَّوا وانطلق أمين عام حزب الله بكلماته القوية يتحدَّى أمريكا، ويتحدى إسرائيل، ويشد من معنويات اللبنانيين، ويقول بعبارة: إن كل ذلك لا يُرعِبُ ولا طفلاً واحداً في حزب الله.

أليس هذا هو موقف الرجال، هو موقف المؤمنين؟ أم أولئك الزعماء الذين يمتلكون أضعاف أضعاف ما يمتلكه حزب الله من المعدات، ويهيمنون على ملايين البشر، فيُطأطئون رؤوسهم للأمريكيين، لمساعد مساعد وزير خارجية، أو مساعد نائب وكيل وزير داخلية، من هذه الأشياء. يرسلون بطفل أمريكي، ولو بفرَّاش أمريكي فيُطأطئ مَن يحكم ملايين البشر رأسَه، ويَعِدُهم بأنه مستعد أن يجند نفسه لخدمتهم.
أما أولئك الأبطال الذين آمنوا بقول الله تعالى – بعد أن يُهيِّئوا أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة في إيمانهم، في إعداد ما يستطيعون من قوة – صدَّقوا بقول الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7) لأن أيَّ عمل ضد اليهود هو نصرٌ لله؛ لأنهم هم المفسدون في أرض الله، المفسدون لعباد الله، الظالمون لعباد الله، المحاربون والصادّون عن دين الله.
وثِقوا بقول الله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111) ضَرَبوا، ومَن ضَرَبوا؟ هل ضَربوا بيتاً هنا أو هناك؟ بل ضرَبوا الجيش الإسرائيلي نفسه، أليست هذه هي الجُرأة، هي القوة؟ أن يضربوا معسكرات الجيش الإسرائيلي نفسه، وبتحدٍّ واضح بالقول وبالفعل، وثِقوا بقول الله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}
(آل عمران:112،111).
هكذا تتجلى الحقائق كي نرى نحن مصاديق الالتزام بكتاب الله، ويتجلى لنا أيضاً مصاديق الابتعاد عن كتاب الله، حينما نرى مظاهر الخزي، مظاهر الذلة، الصمت، الالتزام بالصمت عن أن تنطلق كلمة من فم هذا الزعيم، أو فم هذا، فإذا ما أطلقها مرة سحبها مرة أخرى وتلافاها.
ألم يكن البعض قد قدَّم نفسه بالشكل الذي أطلق عليه الفلسطينيون: [فارس العرب]؟ ثم ها هو يترجَّل عن صهوة الحصان؛ ليُطمئن الأمريكيين ويبدي استعداده الكامل بأن يعمل ضد الإرهاب هنا. قبل أن يسأل ما هو الإرهاب؟ وأين هو الإرهاب؟ قبل أن يسأل أين هو الإرهاب هنا؟ هل هناك إرهاب؟ هل الوهابيون عملوا شيئاً بأمريكا؟ لم يعملوا شيئاً بأمريكا، هم مَن حرَّكهم عملاء أمريكا.
ونحن نقول: مهما كانت الوعود، مهما حاولوا أن نصمت فلن نصمت، أليس كذلك؟ وإذا ما صمتنا شهدنا على أنفسنا بأننا من المعرضين عن كتاب الله الذي قال لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف:14) أفلا نكون من أنصار الله ولو بكلمة؟ سننصر دين الله، وإذا لم ننصر الله ودينه أمام اليهود، في مواجهة اليهود فأمام مَن ننصره؟ أمام مَن ننصره؟ إذا سكتنا في أوضاع كهذه فمتى سنتكلم؟ متى سنتكلم إذا سكتنا وهناك من يأمرنا بالصمت؟ سنتكلم، ويجب أن نكرِّر دائماً شعار: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
في كل جمعة وفي كل اجتماع.

╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com