🟢دروس من هدي القرآن الكريم 🔹في ظلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الأول🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 4/2/2002م | اليمن – صعدة

🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹في ظلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الأول🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 4/2/2002م | اليمن – صعدة
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
الإخلاص مهم في قيمة الأعمال عند الله، وأحياناً قد تخسر قيمة كبرى لعملك، ليست فقط هي ما يمكن أن يعطيه عملك في حدوده بل آثاره أيضاً في الآخرين، وآثاره في الأمة من بعدك. الإنسان إذا رأى أنه سيخسر شيئاً عظيماً، سيخسر أجراً مضاعفاً يتكرر جيلاً بعد جيل.
أما إذا أخلص لله فسيكون هو من يلقى الله سبحانه وتعالى بأجر كبير، بأعمال مضاعفة، ليست فقط هي أعماله بل ومن أعمال الآخرين، ومن حسنات الآخرين الذين كان عمله سبباً لهدايتهم، كان عمله سبباً لإنقاذهم، كان عمله سبباً لتوعيتهم، وتبصيرهم، وإكمال إيمانهم.
أليس هذا هو الفضل العظيم؟ ألم يقل الله عن أولئك المجاهدين: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة: من الآية54)؟ لأنه هكذا أنت في ميدان أن تصنع لنفسك فضلاً عظيماً عند الله، أن تبني لنفسك رصيداً مهماً من الأجر الكبير من الحسنات المضاعفة عند الله، المجاهدون هم أولئك الذين يعملون على أن ينقذوا الأمة، وينقذوا الأجيال من بعدهم فيكونوا هم من سيشاركون كل فرد في الأعمال الصالحـة التـي ينطلـق فيهـا. أليس هذا هو الفضل العظيم؟
عمرك القصير سبعين سنة،أو ثمانين سنة، أو ستين سنة. مـاذا يمكـن أن تتسـع لـه أمـام تقصيـرك وقصورك وجهلك؟ لكن تلك الأعمال المهمة هي الكفيلة بتغطية ذلك النقص. أليس هذا هو فضل الله يؤتيه من يشاء بهذه العبارة؟: {يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} فمن هو الذي يجعل نفسه جديـراً بـأن يؤتيـه الله ذلـك الفضل؟ هو من ينطلق في أعماله بإخلاص.
هذا هو فيما يتعلق بقيمة الإخلاص لله، فيما يتعلق بأجر العمل وهو في الوقت نفسه لـه أثـره المهـم فـي توحيـد كلمـة الأمـة، توحيد كلمة المجموعة، توحيد كلمة العاملين، بل وفاعليتهم سينطلقون بجد حتى وإن كان في ظلمات الليل في الصحراء لا ينتظر لأحد أن يلتفت إليه فيقول: مـا شـاء الله. يـرى نفسـه في حالة شديدة في الصحراء من البرد، من الجوع، من الألم لا يخطر بباله [ليت فلاناً يراني ليعرف أني أحسن من ذلك الشخص الذي رابض عنده أو أحسن من فلان الذي يعتمد عليه. أو. أو.] من هذه العبارات الكثيرة. هو وحده واثق أن هناك من يراه هو الله، وهذا هو المهم أن يكون الله الذي يراه، هو وحده الذي يقبل عمله ذلك. أليس الإخلاص هو الذي سيجعل كل جندي يتفانى في أي ميدان هو؟ أليس هو الذي سيقفل كل بواعث التفرق؟
معظم بواعث التفرق هي: البغي، والحسد. والبغي والحسد منبعه: النظرة الشخصية، مصالح شخصية، حقوق شخصية، أهداف شخصية، ومقاصد شخصية. وهكذا تحدث الله عن أولئك الذين تفرقوا من بعد أنبيائهم، أن الذي كـان يدفعهم للتفرق هو البغي هو الحسد. البغي من بعضهم على بعض، اعتداؤهم، ومتى ستعتدي على أخ لـك فـي الله وأنت وهو منطلقان في ميدان العمل لله بإخلاص لله.
من الذي سيفرق بينكم؟ هل الله الواحد الأحد يمكن أن يفرق بينكم؟ وهو الذي لم يفرق بين أنبيائه جيلاً بعد جيل، وهـو الـذي طلـب منا كمؤمنين أن نؤمن بأن لا تفرقة بين أنبياءه {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} (البقرة: من الآية136) أبداً. لا الله، ولا هديه، وإنما أنت أو أنا، إذا ابتعدنا عن الإخلاص لله سيظهر البغي سيظهر الحسد، ستظهر المصالح الشخصية، ستظهر المقاصد السخيفة، ستظهر الحماقة.
ثم حينها سيكون كل طرف قوياً في سبيل مواجهته للطرف الآخر، لأنه حينئذٍ أصبح يتحرك لتحقيق أهداف شخصية لديه، وما أحمق الإنسان وما أضعف إيمانه، وما أضعف يقينه بالله إذا كانت حركته قوية عندما يتحرك من أجل مصالحه الشخصية، ومن أجل تحقيق أهدافه ثم هو الضعيف الضعيف إذا ما كانت حركته لله وفي سبيل الله.
الإخلاص لله سيقضي على هذه السلبيات كلها، سيسد هذه الثغرات كلها. حتى تكون نيتك على هذا المستوى أيضاً أنت من يفكر دائماً في عظمة الله، وفي حاجتك إليه، وفـي أنـه وحـده فـوق كـل طـرف آخر ممكن أن تطلب منه شيئاً أو تخاف منه شيئاً، الثناء مـن قبله وحده عليك هو أعظم من أي ثناء من الآخرين عليك.
فمنه وحده أطلب أن ينتهي بنيتك إلى أحسن النيات، فقل: ((وانته بنيتي – يا إلهي – إلى أحسن النيات)) انتهِ بنيتي إلى أحسن النيات. أنـت وحـدك يـا إلهي اجعل عملي على أحسن ما ترى، وجِّهْهُ إلى أحسن مـا ترى.

فأن يكون عملك في الله ومتى كان العمل لله انظروا مـاذا عمـل سبحانـه وتعالـى لأولئك من أهل البيت الإمام علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) عندما تصدقوا بشيء بسيط لكنه انطلق منهم على هذا النحو: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً إِنَّـا نَخَـافُ مِـنْ رَبِّنَـا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً} (الإنسان:10). هـذه الروحيـة، هذه النيـة، تلـك المقاصد هي التي جعلت حفنة من الشعير، أقراصاً معـدودة تخلـد ذكـر أولئـك الذيـن قدموها لمسكيـن واحـد، ويتيم واحد، وأسيـر واحد، تخلد تلك الفضيلة وتلك العطية العظيمة البسيطة في القرآن الكريم، فنحن نقرأها لنعرف: أن يكون همك هو أن تكون نيتك صالحة لله وفي الله، وأنت تعمل في سبيله، وأنت تقوم بأي عبادة من عبادات الله في صلاتك، في صيامك، في ذكرك لله، في حجك، في إنفاقك، في قولك الحق، في نصيحتك، في كل عمل تعمله يرضي الله أن يكون مقصدك فيه هو من أجل الله.
ستكون حينئذٍ الكلمة الواحدة يضاعف لك أجرها، لأن الله رحيم، فقط يريد منا أن نتجه إليه وأن نخلـص لـه، أليـس هذا هو أقل قليل يطلب منا؟ أما أنك تريد أن يرحمك، وتريد أن يدخلك جنته، وتريد أن يعمل لـك كذا ويعمل كذا وكذا، وأنت حتى لا تتجه إليـه؟ هـذه حماقـة هذا أسلوب خاطئ جداً، هو يقول لك: اتجه إلي بعملك والقليل من عملك سأضاعفه، بل سأكتب آثاره {إنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} (يـس: من الآية12) الله يكتب ما قدمت أنت من أعمال، ويكتب آثارها.
أليست هذه من أظهر مظاهر رحمته بنا؟ فقط يقول لنا: أخلصوا، أخلصوا. ولأن الإخلاص له وهو الشيء الذي لم يخرج عن القاعدة العامـة لهدي الله: أن كل شيء من الإيمان بالله أوّلاً والإخلاص له كل شيء له أثر في حياتنا، أثر في نفوسنا، أثر في وحدة كلمتنا، أثر في أن تكون أعمالنا ذات أثر – كما تحدثنا عن الإخلاص – ليس أن الله يقول هكذا من منطلق الأنانية، هل يمكن أن نقول كذا بالنسبة لله؟ بل لأن كل شيء هدانا إليه حتـى توحيـده هـو لـه أهميتـه الكبرى فيما يتعلق بنفوسنا، وفيما يتعلق بمسيرتنا في هذه الحياة، ليس هناك شيء من دين الله ليس له أثر في واقع الناس، في واقع الحياة، في صالحهم في الحياة في عزتهم في الحياة، في كرامتهم، في عظمتهم في سعادتهم في كل شيء، لأن الله هو غني عن عباده، أليس كذلك؟
لو كفر الناس جميعاً بالله لن يضروه شيئاً، لن ينقصوا من كماله شيئاً، ولأنه الكامل ولأنه الغني الذي لا يحتاج إلى أحد هو من جعل كل شيء من هديه ودينه ذو مصلحة لعباده الذين هداهم إلى هذا الديـن وأرشدهـم إليـه ودعاهـم إليـه لمصلحتهم في الدنيا وفي الآخرة، لو تأمل الإنسان هذه الأشياء: المظاهر المتعددة لرحمة الله لوقف خجلاً مستحياً أمام الله، في ميدان الإخلاص، يقول لك توجه إلي.
وأنت لو تأتي ببديهتك ومن أول نظرة لتقارن بين الله وبين غيره لن تجد أحداً ترى نفسك مندفعة إليه غير الله سبحانه وتعالى لترجو منه، وتخاف منه، وتتمسك به، وتثق به.
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com