دروس من هدي القرآن الكريم دروس من وحي عاشوراء ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي 10/1/1422هـ | 23/3/2002م | اليمن – صعدة

دروس من هدي القرآن الكريم
🔹دروس من وحي عاشوراء🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
10/1/1422هـ | 23/3/2002م | اليمن – صعدة
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ونحن – أيها الإخوة – أيضاً هناك ما هو أسوأ من هذا، في الوقت الـذي نحـن نشاهد زعماء العرب جميعاً في موقع نحن نسخر منهم، أنهم فرطوا في هـذه الأمـة، وأنهم دائماً يتحدثون عن السلام، ويبحثون عن السلام من أمريكا، ثم عندما وصلت الأمور إلى ساحتنا – نحن المواطنين – إذا بنا نكرر العبارة نفسها، ونتخذ الموقف نفسه، [نريد السلام، والأفضل هو أن نسكت وأن نجمد وأن نحـاول ألا نثير وأن.. وأن..] أليس هذا هو مـا كنـا نلوم عليه زعماء العرب؟ أليس هذا هو ما نلوم عليه: أننا نسمع أنه قد يمكن أن يخرج المؤتمر – مؤتمر القمة الذي سينعقد في بيروت – أن قراره قد حُسِم هي التسوية مع إسرائيل، هي المصالحة مع إسرائيل لتتوقف الانتفاضة؟ لأن تلك العمليات البطولية التي ينفذها الفلسطينيون أصبح الزعماء هؤلاء يخافون منها كما تخاف منها إسرائيل نفسها، وإلا لماذا؟ هذا موقف غير طبيعي.
الموقف الطبيعي أنك عندما تشاهد الشعب الفلسطيني في انتفاضته بدأ يستخدم الوسيلة الصحيحة فبدأ يضرب العدو ضربات موجعة هو أن تدعمه بالسلاح، أن تدعمه بالرجال، أن تسانده بالمال من أجل أن يتمكن في مواصلة أعماله ليحرر نفسه وليرفع الظلم والجبروت عن كاهله، أما أن تبادر إلى تسويات تجعل ذلك الشعب يتوقف وتصنع أمامه عائقاً، فإذا ما تحرك التحرك نفسه بدا أمام الجميع كله أنه عمل غير مشروع، لماذا؟ هذا عمل غير طبيعي.
إن هذا يدل على أنك تخاف من الانتفاضة نفسها كما يخاف منها الإسرائيليون، لأن تلك العمليات، لأن تلك الأعمال البطولية، وتلك الانتفاضة هي التي جعلت العرب، كما نشاهده اليوم مظاهرات في معظم البلدان الإسلامية، مظاهرات يرفعون فيها شعارات تهتف ضد أمريكـا وضـد إسرائيـل، ويحـرقـون فـيـهـا العَـلَـم الأمريكي، ويحرقون فيها العَلَم الإسرائيلي، سخط يتنامى ويتداعى في الساحـة العربيـة؛ يعرف هؤلاء أن هذا السخط ليس في صالحهم، أن الشعوب أن تتجه هذا الاتجاه، ليس في صالحهم هم الحاكمون أنفسهم ، إذاً فليوقفوا هذا.
نحن أسوأ من هؤلاء عندما نربط نظرتنا إلى الأحداث وموقفنا مـن هـذه الأحـداث بهـم، هـذا هـو الموقـف السيء. لماذا؟ أنت عندما تخرج في مظاهرة تؤيد فيها تلك الأعمال، وتؤيد فيها أولئك الأبطال، ألست تطلب منهم أن يواصلوا المسيرة؟ وأنك تعلن عن وقوفك إلى جانبهم، وتأييدك لأعمالهم؟ ألست بعملك هذا تحاول أن توجه رسالة إلى عدوك وعدوهم: أن الجميع قد يقفون كلهم في وجهك؟ إذاً فليس من الطبيعي أن تقف من القضية موقف زعمائك الذين هم سيضحون بهذه الأعمال البطولية، ويكون قرارهم ممـا يدعـو إلـى إيقافها. فنحن عندمـا نشاهـد هـذه الأحداث، ونحن عندما نكون من يعرف أنها أحداث موجهة ضد ديننا، وضد أمتنا، ضد أنفسنا، وضد مصالحنا ثم نقف منها موقف الزعماء فهذا هو أيضاً دليل آخر على أنك أسوأ من ذلك العراقي الذي وقف موقف يزيد من قضية مواجهة الإمام الحسين (عليه السلام)، أنت أسوأ منه.
أنت هنا تخرج في المظاهرة تعبِّر عن هذا الموقف، وترى الزعماء يعبرون عن موقف آخر، ثم أنت من يرتبط بهم، وأنت من تؤيد ما وصلوا إليه، ثم عندما تصل القضية إلى ساحتك أنت من تتبنى الموقف نفسه الذي تبنوه، أنت من تقول: (لا ينبغي أن نرفع مثل هذا الشعار، نحن نخاف أن تضربنا أمريكا، نحن نخـاف العصـا الغليظـة) العبـارة الجديـدة [العصا الغليظة] لتعرفوا صدق قول الله سبحانه وتعالى: {فَتَرَى الَّذِيـنَ فِـي قُلُوبِهِـمْ مَـرَضٌ يُسَارِعُـونَ فِيهِـمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (المائدة:52). ألم يكونوا دائماً يقولون: حفاظاً على مصلحة الشعب؟ إن الإمـام عليـاً (عليـه السلام) يقول: ((ما أضمر إنسان شيئاً في قلبه إلا ظهر على قسمات وجهه وفلتات لسانه)) يوم كانوا يتحدثون عن الحفاظ على الأمن ومصلحة الشعب، ومن أجل التنمية – وهو منطق الزعماء جميعاً – بدأ الصدق، صدق ما في قلوبهم: يخشون {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} (المائدة: 52) بعبارة: [نخاف العصا الغليظة].
نحن يجب أن نقـول: نحـن لا نخـاف تلك العصا التي تسمونها غليظة، ونحن لا يجوز أن نخاف من أي عصا في هذه الدنيا.
كلمة: {مَرَضٌ} في القرآن الكريم واسعة جـداً، واسعـة جـداً، مجمـل ما تعني: أنه موقف غير طبيعي، موقف غير سليم، موقف غير صحيح، موقف غير واقعي، أن تسارع إلى أعدائـك وأعـداء دينـك، أن تسارع إليهم، أن تثبط الأمة عن مواجهتهم، ثم تتحدث بأنه من أجل الحفاظ على الأمن والمصلحة والتنمية ونحوها.

إن الله يقول: إن ذلك موقف من في قلبه مرض، سواء كان زعيماً أو مواطناً عادياً أو وجيهاً أو كيفما كان، من يقف هذا الموقف ففي قلبه مرض، وليكن ذلك المرض في أدنى حالاته هو [الجُبن] وهل الجُبن منسجم مع الإيمان؟ أم أن الإمـام عليـاً (عليه السلام) هو الذي قال: ((لا تجد المؤمن جباناً ولا بخيلاً))، ((البخل والجبن خَلَّتان يجمعهما سوء الظن بالله)). من كلام الإمام علي (عليه السلام) ((يجمعهما سوء الظن بالله)) مرض، فـإذا كـان ذلـك مـرض فيعنـي أن ذلك الموقف موقف غير صحيح.
مـا هـو الموقـف الصحيح؟ هو الموقف الذي وجه إليه القرآن: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِـرِ وَلا يُحَرِّمُـونَ مَـا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَـقِّ مِـنَ الَّذِيـنَ أُوتُـوا الْكِتَـابَ حَتـَّى يُعْطُـوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة:29) أليس هذا هو الموقف القرآني؟ يخاطب الجميع زعماءَ وشعوباً، حكوماتٍ وشعوباً، يخاطب الجميع، كل من يحمل اسم الإسلام: إن هذا هو الموقف لكن ما الذي جعلهم يتخذون مواقف أخرى؟ مرض، وليكن ذلك المرض العشق للمنصب، الحرص على المصلحة الخاصة، أو يكون جُبناً أو يكون ما كان.
بل أصبحت المسألة – وهي قضية يجب أن نعيها أيها الإخوة – يجب أن نعيها، أصبحوا هم من يتعاملون مع الشعوب، فإذا ما دعونا لمظاهرة ضد إسرائيل، أصبحت فلسطين، أصبحت فلسطين نفسها الآن تُستخدم وسيلة لامتصاص غضب الشعوب، لامتصاص غضب الساخطين في هذه الشعوب، الذين قد يصل غضبهم وسخطهم إلى التساؤل لماذا لا يكون لنا موقف؟ مـا الـذي عاقنـا عن أن يكون لنا ونحن أمة لها جيوشها، لها أسلحتها، مـا الـذي عاقهـا عن أن يكون لها موقف؟ فترى نفسها هي مـن تتفـرج علـى إخوانهـم، علـى أبنائهـم، على أمهاتهم في فلسطين، تُدمر بيوتهم وتُسفك دماؤهم. أليس الناس يتساءلون بعد مَن المسؤول وراء ذلك؟ أوليس الناس كلهـم سيحمِّلـون المسؤوليـة حكوماتهـم وزعماءهم؟ إذاً قبل أن يصل الوضع إلى هذه الحالة، قبل أن يتنامى السخط، إلى أن يخلق هذه النظرة هلمُّوا أخرجوا إلى الشوارع، اخرجوا ما في نفوسكم، اسخطوا، تكلموا تحدثوا، ثم يعود اليمني، يعود المصري إلى بيته ويرى نفسه وهو في بيته مثل حالته قبل أن يخرج من بيته، ويرى والوضع هو الوضع، والجمعة هي الجمعة، والخطبة هي الخطبة، والموقف هو الموقف، موقف الزعماء هو الموقف. هذه الطريقة ليتظاهر الناس ولو كل أسبوع على هذا النحو لا يجدي إذا لم يكن تنامي السخط فـي الأمـة هـو يتجه من منطلـق الإيمـان بضـرورة أن تُصَحِّـحَ هـذه الأمـة وضعيتها، وأن تبني نفسها، ليتجـه الجميـع لاتخـاذ موقف من ذلك العدو الذي نراه يعمل بأبنائنا وأمهاتنا وإخواننا، ببيوتهـم بمزارعهـم، بمساجدهـم، بمستشفياتهم في فلسطين، وفي أفغانستان، وفي كشمير وفي غيرها من البلدان، لنستطيع أن نوقفه عند حـده، وأن نقطع تلك اليد التي تعبث في البلاد الإسلامية، في فلسطين وفي غيرها.
وإلا فليتظاهر الناس، المظاهرة جيدة، والمظاهرة نفسها تترك أثراً أمام اليهود، وأمام النصارى: أنَّ هؤلاء يغضبون، لكنهم سيكونون هم من يأمنون من غضبنا متى ما وجدوا أنَّ غضب هذه الأمة لا يصب في قناة تحتويه فتحوله إلى صخرة تدك عروشهم، حينها سيأمنون غضبنا، وحينها نصرخ كم ما نصرخ لا يخافون منا.
يجب أن تُستغل المظاهرات، يجب أن تُستغل الخطب، يجب أن يُستغل شعار: [الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام]، وغيره من كل الهتافات التي تنمِّي السخط في الأمـة نفسها لبنـاء الأمة لتتجه هي هي، لتقف الموقف الذي يفك عن الفلسطينيين وغيرهم مـن المظلوميـن ممـن تظلمهـم أمريكـا وإسرائيـل وحلفاؤها، ليفكوا هم وإلا فكل واحد منكم – وليس محللاً سياسياً وليس مفكراً – لو سألناه إذا كنا كل أسبوع نخرج، أو كل شهر نخرج في مظاهرة من هذا النوع والوضعية على ما هي عليه، ليس هناك من يبني اقتصادنا بناءً صحيحاً حتى نرى أنفسنا نستطيع أن نتحمل حصاراً يُفرض علينا، نستطيع أن نقـف فـي وجـه عدوِّنا، إذا كنا لا نرى أنفسنا تُفتح مراكز للتدريب ليتدرب الشباب جميعاً على الأسلحة.
عندما ادعى الرئيس وقال: من يريدون الجهاد في سبيل الله فليتحركوا إلى فلسطين عبر أيّ القنوات، نقول: أنـت قنـاة من هذه القنوات فسنتحرك عبرك، إذاً افتـح مكاتـب للتطـوع، افتـح مراكـز للتدريـب وسننطلق جميعاً نتدرب، وسننطلق جميعاً لنقاتل.

هذا هو الموقف الصحيح، ونحن نشكر لك هذه العبارة التي قد نراك في أي يوم من الأيام تضطر إلى أن تسحبها: [من كان يريد الجهاد في سبيل الله فهناك إسرائيل يتجه عبر أي القنوات] أنت واحد من هذه القنوات، أنت واحد من المسؤولين على طول وعرض هذه الأمـة، أنت واحد من الزعماء الذي يجب أن يجعل من نفسه قناة تحتوي هذا الغضب، لتبني هذه الأمة بناءً صحيحاً تجعل منها أمة مؤهلة لتواجه ذلك العدو. نقول: إذا كنتم صادقين افتحوا مراكز للتدريب، مَوّلِونا، مولوا شبابنا، افتحوا مكاتب للتطوع؛ وسيتجه الشباب وسنحرض الشباب، وسنتكلم مع الناس ليتطوعوا وليتدربوا، وسنتجـه جميعـاً نتطوع ونتدرب، ونتجه جميعاً نقاتل، لكن أما أن يكون الحديث على هذا النحو فإننا لسنا أغبياء إلى هذه الدرجـة. نحـن نعرف – من قبـل أن يتكلم – أن قضية فلسطين أصبحت بؤرة يحاولون أن يصبوا سخط الناس هنا أو هنا ليتجه إلى هناك، هناك فرّغ سخطك، هناك فرّغ غضبك، اخرج اهتف في الشارع ضد إسرائيل، تضامن مع الشعب الفلسطيني، ثم عد إلى بيتك وترى الوضع الوضع نفسه، وترى مواقف الزعماء هي المواقف نفسها، وترى أن الثقافة هي الثقافة والإعلام هو الإعلام، وأمريكا هي أمريكا، وإسرائيل هي إسرائيل.
نحن لا نسمح لأنفسنا ونحن قد فهمنا – فيما أعتقد – كل شيء، نحن استطعنا أن نفهم كل شيء، وهم في الوقت نفسه عندمـا يتحدثـون معنـا حديـث من يرى أنه وحده من يفهم أمريكا وإسرائيل، ويفهم السياسة في هذا العالم، ويفهم الخطورة في هذا العالم، ويفهم كل شيء، أما أنتم يا أبناء الشعب فليس أحد منكم بمستوى أن يفهم، لأننا نحن من نسبح دائماً بحمدهم، ونقدسهم، ونصفق لهم، حتى أصبحوا يرون أنفسهم عظماء إلى درجة أن رأوا في أنفسهم أنه لا يمكن أن يكون هناك أحد من الناس يفهم الواقع كمثلهم.
نقـول: نحـن مـن خـلال القـرآن، مـن خلال الأحداث استطعنا أن نفهم الواقع الذي أنتم جزء منه، استطعنا أن نفهم خلاف الفهم الذي أنت تفهمه، فَهْمُكم أنتم هو الذي جعلكم ترون أمريكا وإسرائيل عصاً غليظة، أما نحن فإن فهمنا هو فهم القرآن الذي يقول: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111) هل هذه عصا غليظة، أم أن هذه قشة؟ هذه في الواقع قشة، وليست عصاً غليظة.
فمن الأولى بالفهم الصحيح؟ من يرى أمريكا عصاً غليظة أم من يراها وفق ما قال عنها وعن أمثالها القرآن الكريم: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} (آل عمران:111، 112). هذه هي التي ترونها عصاً غليظة، هذه هي التي تجعلكم تضطربون وترتعد فرائصكم أمام مبعوث صغير من أمريكا أو من أي بلد من تلك البلدان التي ترونها كبيرة. إن رؤية القرآن، إن وراء القرآن مَنْ نزل القرآن، القوي العزيز، القادر القاهر، هو الذي يريد أن يجعل أولياءه ينظرون إلى أولئك الذين تسمونهم [عصاً غليظة] أنهم ضعفاء {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} (النساء:76) {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران:175).

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com