🟢دروس من هدي القرآن الكريم 🔹دروس من وحي عاشوراء🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي 10/1/1422هـ | 23/3/2002م | اليمن – صعدة

🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹دروس من وحي عاشوراء🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
10/1/1422هـ | 23/3/2002م | اليمن – صعدة
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
نحن من فهمنا مـن خـلال القـرآن – وهـو مـا يجـب أن يُفهـم دائمـاً بالرجـوع إلـى القـرآن وبالرجـوع إلـى الأحداث، ونحن أيضاً من نستطيع أن نفهم مصالحنا، ونفهم سلامتنا – إنه إذا لم يسلم ديننا فلا سلامة لنا، لا أمن لنا، لا كرامة لنا.
فعندمـا يتحدثـون بأن من يتحدث عن الجهاد هو قد يؤدي إلى خلق اختلالات أمنية! نقول: إن من يسمح للأمريكيين بالدخول إلى اليمن هو من سيعمل على أن يجعل اليمن بؤرة للفساد، ومن سيجعل اليمن مضطرباً، من سيُفقد اليمن أمْنه، وإن كان في الواقع لم يتمتع في يوم من الأيام بالأمن بالشكل الذي يريده اليمنيون، مـن يدخـل الأمريكيين، من يسمح للأمريكيين أن يدخلوا هو من سيشكل خطورة على أمـن اليمـن، أوليـس كذلـك؟ لأن مـن التأكيـد أن الأمريكيين لن ينتظروا اليمنيين حتى يتحرك أحد اليمنيين ليعمل شيئاً ضدهم، هم من سيفجرون على أنفسهم، هم من سيضربون أنفسهم، هم من سيضربون على سفارتهم، هم من سيضربون على أي منشأة لهم، ليقولوا: إنهم أولئك، إنـه ذلـك الشخـص، إنها تلك الجماعة.
وهم من سيدخِّلون من يسمونهم إرهابيين إلـى اليمـن، قـد يدخِّلـون أفـراداً مـن [القاعـدة] فيبثونهم في مناطق في اليمن، ثم يقولون: هناك في تلـك المنطقة واحد من أفراد القاعدة، هناك في تلك المنطقـة واحـد مـن تنظيـم طالبـان، أولئـك هـم يحتضنون إرهابيين، هم يساندون إرهابيين، اضربوهم! لن يبقى لليمن أمن ولا إيمان ولا حكمة، نحن نقول عن اليمن: إنه بلد الحكمة بلد الإيمان (الإيمان يمان والحكمة يمانية) لن تبقى حكمة، ولن يبقى إيمان من بعد أن يدخـل الأمريكيـون.
وعندمـا يدخل الأمريكيون في هذه الفترة هو يختلف عن دخولهم إلى أي بلدان أخرى دخلوها قبل عشرات السنين، وأنشَأوا فيها قواعد عسكرية، الآن هي المرحلة التي يتوجه فيها أولئك لضرب الإسلام، وضـرب الأمـة. دخلـوا بلـدان وبنـوا فيهـا قواعـد عسكرية، وفعلاً أنهكوها، وفعلاً أذلوها، وأنهكوا اقتصادها، وأذلوا زعماءها، لكن دخولهم في هذه الفترات لبناء قواعد عسكرية، لإرباك وضعية الأمة. هو فعلاً سيكون في مرحلة تنفيذ الخطة الأخيرة لضرب الإسلام والمسلمين.
وما أجمل ما قال السيد حسن نصر الله – في تحليل هذه المسألة – قال: [إن أولئك عندما يتحركون ليس من أجل أموالهم ومصالحهم، فأموالهم ومصالحهم في المنطقة مأمونـة وهناك قواعد تحميها، وهناك أنظمة تحميها، وليس مـن أجـل خيرات معينة، هم من تصب خيرات الشعوب العربية في بنوكهم، إنه تحرُّك – قال – لضرب الإسلام، إن المستهدف في هذه الفترة هو الإسلام، هو القرآن، وقد نجد أنهم سيلغون هذه الآيات في المنهج أو في الخطب، أو في أي شيء آخر]
هكذا تحدث في أول ليلة من ليالي عاشوراء، في هذه المناسبة التي نحن نحتفل بها في هذا اليوم.
من هو الذي يسعى لتحقيق أمن وطنه؟ من ينطلقون لمحاربة أولئك الذين يسعون في الأرض فساداً. ألم يقل الله عن اليهود والنصارى إنهم يسعون في الأرض فساداً؟ من أين يأتي الفساد؟ من أين يأتي الإرهاب؟ من أين تأتي الجريمة؟ أليس منبعها الفساد الأخلاقي، الفساد الثقافي، الفساد العقائدي، الفساد الاقتصادي؟ يسعون في الأرض فساداً في كل المجالات. إذا ما انتشر الفساد، ما الذي سيحصل؟ من هو ذلك السياسي الذي يستطيع أن يقول إن انتشار الفساد يؤدي إلى استقرار أمني؟ أليسوا يقولون هم: إن الجريمة تؤدي إلى الاختلالات الأمنية؟ الجريمة تؤدي إلى الاختلالات الأمنية. من الذي يخلق شاباً، أو يخلق مجتمعاً ينطلق في الجريمة؟ اقرأوا أنتم عن الجرائم في أمريكا كم في الدقيقة الواحدة تحدث من جرائم اغتصاب، من جرائم سرقة، من جرائم قتل في الدقيقة الواحدة في أمريكا! في أمريكا نفسها المحلات التجارية يحتاج أصحابها إلى أن يكون داخلها حرس معهم رشاشات لحراستها ممن قد يسطون عليها.
مجتمـع ملـيئ بالجريمـة، ملـيئ بالإرهـاب، ملـيئ بالفسـاد، ملـيئ بالنهـب، لا تستطيع أن تتحرك في مدينـة أمريكيـة وفـي جيبك دولارات، فقط شيكات: أوراقاً من هذه التي ليست أوراقاً نقدية، شيكات فقـط، أو سندات، حوالات أو نحوها. أمـا أن تتحـرك ولديك لديك في جيبك دولارات فقد يقتلونك ويأخذون الدولارات من جيبك. هل هو استقرار أمني؟ أو أنه اختلالات أمنية؟
إن من يُفقد اليمن أمنه هم اليهـود والنصـارى عندمـا يدخلون، هم الأمريكيون، هـم أولئك الذين قال الله عنهم أنهم يسعون في الأرض فساداً، أنهم يريدون أن نضل السبيل، هم من سيُفقدون كل إنسان أمنه حتى داخل بيته.
أين هي جرائم قتل الأبناء للآباء، وقتل الأبناء للأمهات، وقتل الأخ للأخت، وقتل الأخت للأم؟ أليست في بلدان أوروبا؟ هنا تعيش الأسرة كلهم مع بعضهم يأمنون شر بعضهم بعض، بل كلهم يقفون موقفاً واحداً في مواجهة صعوبات الحياة، وفي العمل في سبيل توفير معيشتهم، أليس كذلك؟

إذا ما تمكن الأمريكيون ستنتشر الأعمال الإرهابية في اليمن، تفجيرات هنا وهناك على أيديهم هم، هم من فجروا البرج في نيويورك، سيفجرون أمثاله هنا في اليمن، ويفجرون في كل مكان بحُجة أنهم اليمنيون، وهم من سيفسدون أخلاقنا، ويفسدون بنينا وبناتنا، فتنطلق الجريمة في كل بيت، في كل قرية، في كل مجتمع، سيكون هناك نهب، يكون هناك جرائم لا أخلاقية، يكون هناك قتل، يكون هناك كل جريمة نتصورهـا.
مَـنْ الـذي يريد الأمن؟ مَنْ يعمل على أن يحارب من يسعون في الأرض فساداً، أم مَنْ يعمل ويكتب الاتفاقيات معهم ويوقع على اتفاقيات أمنية معهم لدخولهم اليمن، ليسعوا فيه فساداً؟ أم أنهم سيسلكون طريقة أخرى؟ إنها صفة لازمة لهم حكم بها القرآن عليهم.
دخلوا فلسطين سعوا فيها فساداً، يدخلون اليمن سيسعون فيه فساداً، يدخلون أي شعب سيسعون فيه فساداً. وكلمة {فَسَاداً} تعني في كل مجالات الإفساد ليس فقط في مجال معين، في كل مجال من مجالات الإفساد.
فنحن نقول للآخرين: نحن أيضاً نفهم مـا هـو الـذي يحقق الأمن لبلادنا، لا تتصوروا بأنكم وحدكم من يمكـن أن تعرفوا الآخرين، ومـن يمكـن أن تعرفـوا مصلحة الشعوب، ومن يمكن أن تعرفوا ما يحقق للشعوب أمنها وتطورها وتقدمها وحضارتها، نحن من وصلنا إلى أن نحكم على أن سياستكم التي تقوم على هذا الأساس من أولها إلى آخرها خطأ، وتؤدي إلى انحطـاط الأمـة، وتـؤدي إلى أن تصل الأمة إلى واقع أسوأ مما وقعت فيه.
مـن أيـن ذلـك؟ نحن طبعاً ليس لدينا أجهزة معلومات ولا استخبارات لكن القرآن الكريم، والأحداث والتي منها الأحداث التاريخية، وهي ما قلت سابقاً: إن الأحداث التاريخية نفسها هي كافيـة أن تعطـي العبـرة، ناهيـك عـن الأحداث التي نحن نعاصـرها [تلـك الأحـداث، والقرآن الكريم] هي من يجعلنا نفهم مصالحنا ونفهم أمننا، ونفهم أين هي [العصا الغليظة] عصا جهنم وعصا الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة، أم عصا أولئك الذين قال عنهم: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}(آل عمران:111).
بل نحـن من فهمنا من خلال القرآن الكريم، وما أحوجنا – أيهـا الإخـوة – أن نرجـع إلـى القـرآن الكريم دائماً، وخاصة في هذه المرحلة، الأمريكيون إذا مـا تمكنـوا – فعلاً – من سيحاولون أن يضيِّعوا القرآن، من يحاولون أن يدوسوا القرآن الكريم بأقدامهم، من سيفصلون القرآن، من سيمنعوننا عن تلاوة آيات معينة من القرآن الكريم.
يجـب أن نرتبـط بالقرآن الكريم من جديد، ونتعلمه ونعلم أبناءنا وبناتنا ونساءنا، ونكثر من تلاوته، ونهدي مصاحفه لبعضنا البعض وأشرطة تلاوته، نتحرك في إطار أن نشد أنفسنا إلى القرآن من جديد، وأن نرسخ قدسيته ومكانته وعظمته في نفوسنا من جديـد؛ لأن القرآن، لأن القرآن هو من لو لم يكن من عظمتـه وفضلـه إلا أنـه يكشـف الحقائـق أمامنا، لا يمكن لأي كتاب في هذه الدنيا أن يريك الحقائق ماثلـة أمامـك.
حقيقـة منهـا عندمـا نرى زعماءنا في مختلف المناطق متى ما جاء مبعوث أمريكي، متى ما سمعوا خطاباً فيه تهديد لرئيس أمريكا، أو لأي مسؤول في إسرائيل، أو أي بلد آخر من تلك البلدان. أليسوا مـن يظهـرون حكمـاء، ويظهـرون ليّنيـن، ويظهرون أذلاء؟ لكنهم متى ما وقفوا ليتحدثوا أمامنا ويخاطبونا أليسوا من يتحدث بلهجة قوية، وبشدة وبأعيـن مفتحـة، وبـأوداج منتفخـة، وبـالعبـارات المُهدِدة؟ مـا الـذي يصـدق عليهـم؟
إن الله سبحانـه وتعالى قـال عـن نوعيـة معينـة هـم مـن يمكـن أن ينتصروا لدينـه، هـم من يمكن أن يقفوا في مواجهة أعدائه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ للَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} (المائدة:54) هؤلاء عندما يتحدثـون معنـا نراهـم أعـزةً علينـا، نحـن قـد استُضعفنا، قد استُذلِلنا، قد أُهنّا من قبل الآخرين، لـم يعـد حديثكم بهذه اللهجة يشرفكم أن تتحدثوا به أمامنا، نحن في وضعية، وضعية المريض، وضعية المستضعف المقهور المستذل، هو الذي يحتاج إلى كلمة رقيقة لينة منكم.
لماذا نراكم تتحدثون معنا بهذه اللهجـة القاسيـة وبالأعيـن المفتحة وبالعبارات الجزلة، وتستخدمون عبارات هي عبارات الفاتحين، عبارات القادة العظماء في ميادين مواجهة أعداء الله، تستخدمونها معنا، وإذا مـا كنتـم تتحدثـون مع أولئك، أو تواجهون تهديدات صرح بها الرئيس الأمريكي نراكـم تتحدثـون بليـن.

أولئـك هـم مـن يحتاجون إلى كلمة قاسية، وليس نحن، هم من يحتاجون منا جميعاً إلى كلمة خشنة، إلى موقف صلب في مواجهة تهديداتهم، وفـي مواجهـة مـا يعملونـه. لماذا أصبحتم عكس هذه الآية؟ لأنه فعلاً يكشف أن واقعكم لستم ممن يحب الله، ولا ممن يحبهم الله، ولستم ممن يمكن أن تعتز بهم هذه الأمـة، ولا ممـن يمكـن أن ينتصـر بهـم الله سبحانـه وتعالى لدينه، لأنكم أصبحتم هكذا: أعزةً على شعوبكم، قساةً في منطقكم، تتهجمون عليهم، تقسون عليهم [اضربوا بيدٍ من حديد] تستخدمونها في الخطاب مع شعوبكم.
إن مَنْ هم محتاجون إلى الضرب بيد من حديد، يدنا جميعاً – نحن وأنتم – هم أولئك الذين يضربون أبناءنا في فلسطين، وفي أفغانستان، وفي مختلف بقاع البلاد الإسلامية، مَن هو المحتاج إلى ضربة اليد الحديدية أمريكا أم هذه الشعوب المستضعفة؟ أمريكا أم نحن الذين لا نمتلك شيئاً؟ من هو الذي يشكل خطـورة علـى الدين والدنيا، والأمة والبشرية كلها؟ أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم أم هذه الشعوب المغلوبة على أمرها المسكينة؟ من هو الذي يحتاج إلى أن يُضـرب بيـد مـن حديد وإلى أن تُرفع فوق رأسه العصا الغليظة؟ إنهم الأمريكيون والإسرائيليون ومن يدور في فلكهم، وليست هذه الشعوب المستضعفة.
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com