دروس من هدي القرآن الكريم 🔹آيات من سورة الواقعة🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 10/ رمضان/1423هـ | اليمن – صعدة
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹آيات من سورة الواقعة🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 10/ رمضان/1423هـ | اليمن – صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
فالإنسان المؤمن يكون سباقاً بطبيعته؛ لأنه يَقِظ؛ لأنه يعرف أن هناك أهوالاً شديدة أمامه، هناك القيامـة التـي تحدث الله عنها في القرآن الكريم في أكثر من سورة بالعبارات المخيفة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} (الزلزلة: 1-3) يتحدث عن السماء عندما تنشق، يتحدث عن الجبال وهي تندك، يتحدث عن القبور وهي تبعثر، يتحـدث عـن البحـار وهـي تُسجَّـر، تحتـرق البحار.
يوم شديد الأهوال، شديد الأهوال، وأشد هولاً من هذا هو موقف الحساب؛ لأنه في موقف الحساب، في ساحة الحشر تكون جهنم بارزة، جهنم أمام الناس لها تغيض وزفير، تغيض: احتراق، التهاب داخلي، داخل جهنـم احتـراق شديد. لاحظ عندما تأتي تطرح من الأشجار التي تعطيك صورة عن احتراق النار السريع مثل [الكَفَوْ] أو [الهَطَشْ] هذه الأعواد تسمع النار فيها عندما تحترق كيف لها صوت وتَحْطُمُ الحطب.
جهنم لشدة احتراقها، لشدة التهابها، ليست ناراً راكدة، بل هي تحترق، ولها زفير، الزفير: هو صوت الهواء وأنت تخرجه بصوت، أو ترد الهواء بصوت إلى داخل، هذا شهيق، لها زفير ولها شهيق، صوت مزعج، حتى صوت جهنم هو في حـد ذاتـه عذاب، تكون أنت وأنت تطالع صحيفة أعمالك من أول ما يعطوك بشمالك تعتبر هذا الموقف أشد من كل دكات الجبال، وزلزلة الأرض، ومن هذه الأهوال كلها.
موقف شديد؛ لأنك تدري أن هذه هي اللحظة الأخيرة والحاسمـة مـا عـاد يمكن وساطات، ما عاد يمكن ميعاد ثاني، ما عاد يمكـن إنـك تقـدم رشـوة، ما عاد يمكن تقول: هم هؤلاء ناس كثير سأهرب من هنا! لا يوجد شيء، ليس هناك مجال إطلاقاً لأي شيء تفكر فيه، إلا تتحسر، تتألم وأنت تسمع جهنم وهي تتغيظ، وتزفر بصوتها المزعج، وأنت هكذا تبكِّت على أعمالك، وتتحسر على أعمالك، حسرات نعوذ بالله منها، عذاب نفسي شديد، شديد لا يستطيع الإنسان أن يتصوره إلا إذا تأمل في الآيات القرآنية التي تتحدث عمن يكون مصيرهم سيئاً، كيف العبارات التي تكشف عن حسرات شديدة وندامة شديدة؛ وأنهم يعيشون هولاً شديداً، يعيشون هولاً شديداً.
لأن القضية ليست قضية [يا ذا ربما عسى أنهم ربما يحطـوك في مكان كذا] مثل إذا قال واحد، إذا أخذوا مثلاً مجموعة إلى سجن كيف يكون تفكير الواحد منهم؟ يقول: عسى أنه سيصادف أنهم سيحبسوننا في عنبر كبير نجلس جمعياً، عسى أنه سيكون معنا مكان نظيـف، عسـى كـذا، أليس الواحد قد يقول هكذا؟ لكن لم يعد هناك في الحشر (عسى) من هذه، قد أصبح مصيـرك أمامـك، جهنـم تراهـا بزفيرهـا، بشهيقهـا، بتغيظها، بصوتها الموحش.
لم يعد أمامك أي تفكير يطمئِن نفسك قليلاً، ما عاد بقـي تفكيـر تقـول: [عسـى يمكن سيدخلونا إما في طرف منها أو حولها حتى يجي أحد، أو عسى أن يأتي احد يتابع بعدنا، سيأتي محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أو سيأتي ربما الشيخ الفلاني، أو المسؤول الفلاني الذي كنا معه، عسى أن يأتي يتابع بعدنا ويخرجنا] ما عاد هناك شيء.
إذا واحـد فـي الدنيا قادوه إلى السجن يكون لا تزال معه آمال كثيرة [ربما با جوه سجن عادي وعسى إن ما باجوه إلا أسبوع أو ثلاثة أيام وسيطلع فلان أو فلان ويتابع] وقد يقول لنفسه [هي قضية فلوس ستقدم خمسة آلاف، عشرة آلاف وخرجت]!
أليس بعضهـم يطلع الطقم هو؟ يطلع الطقم بدون أخذ ولا رد؛ لأنـه عنده من هذه الآمال، أما في الآخرة فلا يمكن أن يقول واحد إنه [عسى يا ذا با تهب فلوس وسيخرجوك، أو عسى أن جهنم هذه با جو هناك مملصة من بين أي الشعوب وستخرج].
في القرآن الكريم الله قدم جهنم بقضية مؤيسة عن أي مخرج، مغلّقة لها أبواب، {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} (الهمزة: 8) لها أبواب وتغلق {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ} (الهمزة: 9) أعمدة وراء الأبواب، وزبانية، كلما طلعوا أهل النار؛ لأن أهل النار وهم في جهنم لا يكون الواحد جالس مكانه، بل يتحرك لشدة العذاب، يسير ويجي، ويطلع وينزل في جهنم من شدة العذاب، ويتجهون إلى سور جهنم، إلى أبواب جهنم، يوصل هناك والأبواب مغلقة، وكل شيء نار، أبواب نار، أسوار نار، طريق نار، وهو يتحرك فيها، وهـو كلـه نـار، عندمـا يصـل هناك يقمعونه بمقامـع مـن حديد {وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} (الحج: 21) فيرجع.
ولا يمكن أن يقول الواحد قد يكون سنة أو سنتين، مع أن أسبوعاً واحـداً فـي جهنـم – نعـوذ بالله، من يتأمـل جهنـم كمـا عرضهـا الله سبحانـه وتعالـى في القرآن، أسبوعاً واحداً هو مما يجب أن يدفع الإنسان في هذه الدنيا إلى أن يعمل أشد الأعمال من أجل أن يسلم منها، خلي عنك إذا كانت ملايين السنين، يمر مليار سنة لا يمثل دقيقة واحدة بالنسبة لك؛ لأن ليس هناك خروج؛ ولهذا جاءت }خَالِدِينَ فِيهَا{ فيها، }خَالِدًا فِيهَا{، تتكرر كثيراً في القرآن الكريم.
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝