دروس من هدي القرآن الكريم 🔹آيات من سورة الواقعة🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 10/ رمضان/1423هـ | اليمن – صعدة

🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹آيات من سورة الواقعة🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 10/ رمضان/1423هـ | اليمن – صعدة
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
لا يمكن إطلاقاً أن تقبل منك أي فدية، تتمنى أنك لو تفتدي من عذاب يوم القيامـة بأولادك، بزوجتك، بأخيك، بأمـك، بكـل مـن حولك، يتمنى لو أنه يمكن يقول: (خذوا أولادي وزوجتي وأبي وأمي وإخوتي وعشيرتي، تفضلوا خذوهم واتركوني وحدي) يتمنى {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ} (المعارج: 11-14) يتمنى أنه لو يمكن أن يفتدي بكل هؤلاء لافتدى مقابل أن ينجو لا يمكن.
{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى} (المعارج: 15) لظى يعني جهنم، إنها لظى، تتلظى: تحترق بشدة {نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} (المعارج: 16) لما في داخل الإنسان، يحترق بطنه، يحترق جسمه كله، وكلما احترق جسمـه يتغيـر مـن جديـد، يتغير، أي: جسمك ينبت ويحترق في نفس الوقت، ينبت ويحترق.
يئس من الخروج منها {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُّمَـدَّدَةٍ} يأتي إمكـان فديـة يفتدي إما بمال بذهب بالأرض كلها وهي ذهب! بينما قد يكـون في الدنيا هنا كان بالإمكان أعمال بسيطة، مبالغ بسيطة من ماله تعتبـر فديـة فلا يرضى، أليس في الحديث: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة)).
لاحظ من رحمة الله سبحانه وتعالى الواسعة بعباده أن هذا العذاب الشديد، هذا الهول الشديد يسهِّل للناس إمكانية أن ينجوا منه ولو بأعمال بسيطة، ((اتقوا النار ولو بشق تمرة)) {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} (الإنسان: 8) عشاء ثلاث ليالي لاحظ كيف قدمـه بشكـل كبيـر، وجعلـه أيضاً مما ينجيهم من النار.
فعندمـا حكـى الله عنهم: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَـزَاء وَلَا شُكُـوراً} (الإنسان: 9) كـم فـي الوسط؟ ثماني وثماني وثماني ثلاثة أيام [ثَلَتّه] شعير! لاحظ كيف هذا [الثَلَتّه] الشعير كيف طلع من ورائه {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} (الإنسان: 11) من [ثَلَتّه] حَبّ! لكن وهو في ساحة المحشر ما ينفعك ولا [ثَلَتّه] ذهب، ولا جبل ذهب، ولا الأرض بكلها وهي ذهب أن تقدمها إما لـ[مالِك] أو للخزنة، أو لواحد من الخزنة [ويشاقف] الباب، لا يمكن، أبداً.
هذا من الشيء الـذي يـدل علـى أن الإنسـان عندمـا يَقْدِم على الله سبحانه وتعالى وهو مجرم، وهو مقصر فإنه سيتحسر، وسيرى نفسه في الأخير أنه يستحق وهم يقودونه إلى جهنم بالسلاسل، يرى أنه يستحق، عندمـا يفكر أنه لو عنده الدنيا كلها ذهباً فإنه سيسلمها، يفكر أيضاً بأنه كان في الدنيا بإمكانه أن يقدم أبسط الأشياء ويفديه من جهنم.
يـوم كـان في الدنيا يحاول أن يخذِّل أولاده، يخذِّل أخاه، يخذِّل أباه عن أن يعمل في سبيل الله، على أساس أنه خائف على ابنه، خائف على أبيه، يقول لأبيه: [وديْك حقنا في أشرطه، ومدرسه، ودورات، وأشياء من هذه] في الأخير يأتي يوم القيامة يتمنى لو أنه يمكن، كل هؤلاء الذين كان في الدنيا يبدو أنه رحيم بهم عنده استعداد كامل أن يسلمهم لجهنم تطحنهم! أولاده، زوجته، أخوه، أمه، أبوه، فصيلته، الأسرة التي هو منها، عشيرته، [هل ستقبلون مني قبيلتي؟ ها لْكم قبيلتي]!
الذي كان مثلاً في الدنيا يحاول في ابنه ألا يشترك في أي عمل صالح، خائف لا يسجنونه، خائف لا يلحقه إجارة عسكري تنفيذ، خائف أشياء بسيطة لا يفوته شيء بسيط من الدنيا مقابل أن يتحرك ابنه في سبيل الله.
أنت لست شفيقاً بابنك في الواقع؛ لأنه وقت الشفقة الحقيقية سترى أباك، هذا يعني تذكرة لنا جميعاً كأسر، لا تعتبر أحداً أشفق بك من الله سبحانه وتعالى إطلاقاً؛ لأن أمـك وهـي تبـدو شفيقـة هنا في الدنيا، أبوك وهو يبدو شفيقاً عليك في الدنيا فيوجهك عن أعمال، يقعدك عن أعمال فيها رضى لله سبحانه وتعالى، هذه هي شفقة غير واقعية.
الشفقة التي أنت بحاجة إليها، والشفقة لو كان هناك شفقة حقيقية أنت سترى أباك هذا في المحشر يتمنى أنـه يمكـن أن يقدِّمك أنت وكل إخوتك وأمكم، أمكم زوجته وبقية أفراد الأسرة يقدمكم لجهنم تحطمكم حطماً وهو ينجو.
والله عـرض لنا كيف يجب بأن من نفكر بأنه الرحيم بنا هو الله، أمـك هي رحيمة بك، أبوك هو رحيم بك، لكن إذا كان يغلط فاعتبر بأنه لا يمكن أن ينفعك، تقول له: هل أنت عندما نصل إلى ساحة الحشر، وترى نفسك أن مصيرك سيئاً هل ستعطينا وجهك بأنك ما تقول في الأخير هل سيكفيكم أولادي وتتركوني أسْلَم؟ في الأخير ستضحي بنا في ساحة الحشر.

يعني: عندك استعداد، إنما فقط ما هم راضين يقبلوا منك، عندك استعداد إنما ما هم راضين يقبلوا منك، فإذا أنت شفيق علينا فوطِّن نفسك من الآن أنك يوم القيامة ألا يحصل عندك هذا الشعور: أنك مستعد أن تسلمنا جميعاً لجهنم مقابل أنك تسلم، مع أنه شعور لا بد أن يحصل عند كل شخص سيساق إلى جهنم {يَوَدُ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ} ثم ينجيه هذا الذي يقدمه يتمنى.
قل لابنك أو قل لأخيك، أو قل لأبيك: أنت في هذا الموقف تبدو شفيقاً بي، لكن هذه ليست شفقة في الواقع، ليست شفقة أن تدعوني إلى عمل فيه هلاك لي ولك، أنت يوم القيامة عندما يكون مصيرك سيئاً ستتمنى أن بالإمكان أن يقبلوا منك أن تقدمني أنا وجميع إخوتي وأمّنا وجميع الأسرة لجهنم وأنت تنجى! أليس هذا صحيحاً؟ صحيح ما فيه شك.
إذاً فاتركنا من الآن نصلَّح نفوسنا، أنت شفيق علينا هنا في الدنيا، أتركنا نصلَّح نفوسنا جميعاً، أتركنا ننطلق جميعاً في الأعمال التي فيها نجاة لنفوسنا ولو وصلنا أينما وصلنا، لا تهب لي رحمة وشفقة هي في الأخير غلط، تنتهي في الأخير بك إلى جهنم، وتنتهي بـي فـي الأخيـر إلى جهنم، تأتي يوم القيامة أتمنى أنه يمكن أن أسلِّمك وأسْلَم، وأنت كذلك تتمنى أنه يمكن أنك تسلمني لجهنم وتسلم.
أليسوا سيكونون مختلفين يوم القيامة؟ هنا في الدنيا ممكن أن يلتقي الناس، الأب وابنه، الأخ وأخوه، الكل تلتقي مشاعرهم على أن نتحرك جميعاً فيما ينجينا من عذاب الله، فيما ينجينا من سخط الله؛ لنقدم يـوم القيامـة ونحـن كلنا آمنون، وكلنا أصدقاء بشكل قوي، إضافة على أننا أرحام وأقارب، فتكون النتيجة بالنسبة لنا في الآخرة بدل أن تأتي تفكر لو أنك تقدم لي جهنم.
إذا كان مقامك أعلى فالله سيرفعني إلى مقامك تكريماً لك، كما حكى الله في القرآن الكريم إذا كان الأب صالحاً وابنه صالح وأولاده وزوجته فأنهم يُرفعون إلى مقامه تكريماً للأب، وتكريماً للأبناء والزوجة في ظل تكريـم الأب {وَالَّذِيـنَ آمَنُـوا وَاتَّبَعَتْهُـمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} (الطور: 21).
أليـس هـذا هـو العمل الصحيح؟ هنا الذي في الأخير الأب سينفع ابنه والابن ينفع أباه، أنت يكون مقامك رفيعاً، أبوك، زوجتك، أمـك ترتقي إلى مكانك، هكذا داخل الأسرة، الله يحكي في القرآن الكريم بأنه داخل الأسرة الواحدة؛ لأن الأسرة الواحدة عندما كانت تشجع، عندما كانت تقف مع واحد منها يتحرك حركة صحيحة هي تشارك في العمل الصالح، قد لا تكـون مشاركتهـا بالشكـل الـذي يحصـل عليـه هـذا الإنسان من تكريم عند الله سبحانه وتعالى.
ولكن ومن تكريمه أيضاً أن بقية أفراد أسرته يرفعون إلى مقامه، هذه هي النتيجة الصحيحة، عندمـا يكـون كـل واحـد منا من أفراد الأسرة، الذي يكون في المقام الرفيع سيسحب الآخرين معه إلى المقام الرفيع الـذي هـو فيـه، بدل أن نكون في ساحة المحشر كل واحد يفكر ليت أنه ممكن أن يأخذوا أولادي بدلاً، أليس هنا يوجد فارق كبير جداً بين الحالتين؟ فارق كبير جداً.
عندمـا يقـول الله: {وَالسَّابِقُـونَ السَّابِقُـونَ * أُوْلَئِـكَ الْمُقَرَّبُونَ}أنت عندما ترى واحداً من أسرتكم تراه سباقاً إلى الخير فحاول أن تشجعه على أن يكون سباقاً إلى الخير، عندما تراه ينطلق إلى المبادرة إلى الأعمال الصالحة فشجعه في هذا، ولا تثبطه، وليس هناك مبرر إطلاقاً لأن تثبطه؛ لأن كل ما يعمله هو في الأخير سينتهي إلى مصلحتك أنت، إذا كنت متجهاً في نفس الاتجاه، أما إذا الإنسان مجرماً فهذا شيء آخر سيفصل عن أسرته، ويفصل نهائياً.
لكن أسرة صالحة، أسرة بوضع طبيعي، فعندما يرون أحداً من أفراد الأسرة عنده روح المبادرة والسبق في طاعة الله سبحانه وتعالى – في الأعمال وإن كانت أعمالاً خطيرة – لا يجوز أن يوقفوه بحال، إذا أوقفوه سيكونون هم صادين عن سبيل الله، وصادين عن عمل مصلحته في الأخير ستنتهي إليهم هم؛ لأنه إن كان الذي يدفعك إلى أن تصد ابنـك أو أبـاك أو أخـاك؛ لأنه يعطي جزءاً من أموالكم بسيطاً في سبيل الله، فأنت إذا كنت حريص على أموالكم، فارجع إلى القرآن الكريم الله يقول فيه: {وَمَـا تُنفِقُـواْ مِـن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (الأنفال: 60).
لماذا تعارض؟ لن ينقص عليك شيء، وعد إلهي لن ينقص عليك شيء، سيخلف الله أضعافاً مضاعفة من حيث لا تشعر. إذاً فلماذا تصده عن الإنفاق في سبيل الله؟ أنت تصده لأنك خائف عليه، وخائف لا يكلف عليكم في الأخير لمشكلة، [لا يَخَسِّرنا]، وعبارات من هذه، وهو في سبيل الله، أنت الآن تأتي توقفه فيكون هو وأنت قاعدين عن عمل هو لله رضى، فتتحول القضية بالنسبة لكم إلى جريمة.

أتركه ينطلق في الأعمال الصالحة وستستفيد أنت من ورائه في الدنيا، وستستفيد أنت من ورائه في الآخرة؛ لأنه ربما هذا الواحد من أفراد أسرتنا يتحرك أفضل، سبَّاق ما استطعنا أن نصل إلى درجته نكـون مؤمنيـن أيضـاً يـوم القيامـة بتكريـم الله لـه سيقربنا الله إلى مقامه.
أليست هذه هـي الفائـدة العظيمة، الفائدة العظيمة أنه واحد من أفراد أسرتك مهما بلغت أعماله وأنت في اتجاهـه بإيمـان، ولكـن لاعتبارات معينة ما تهيأ لك أن تكون سباقاً كمثله لكن {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ} كما قال الله: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}.
فتلاحظ أن عمله في الدنيا، سبْقه في الدنيا، التكريم الذي حصل عليه من قبل الله سبحانه وتعالى بسبب أعماله وسبقه في الأعمال الصالحة، أنه في الأخير كان فيه فائدة ومصلحة بالنسبة لك أنت.. تُلحق به، بينما لو لم يكن هذا في أفراد أسرتك، هذا الشخص الواحـد ربمـا لكـان مكانكـم عندما تدخلون الجنة دون بكثير، الله حكى عن الآخرة بأنها {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} (الإسراء: 21).
الآخرة فيها تفاضل، تفاضل واسع أكبر درجات، أكبر من فوارق الدنيا، في تفاضل الناس، في جزائهم، في مقاماتهم، فيما لديهم من نعيم، تتفاوت درجاتهم، الجنة واسعـة جـداً، والمقامـات المعنويـة فيهـا أيضـاً متفاوتة جداً.
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com