دروس من هدي القرآن الكريم 🔹الموالاة والمعاداة🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الأول ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ شهر شوال 1422هـ | اليمن – صعدة
🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹الموالاة والمعاداة🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الأول
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ شهر شوال 1422هـ | اليمن – صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
أحيانـاً عندما يكون هناك من هذه الأحداث ومن هذه القضايا في حياة الناس [التولي لليهود والنصارى] في الأخير تصبح الأشياء هذه [الصلاة والزكاة والصوم والحج والدعاء] أحياناً لا يَعُدْ لها قيمة عند الله سبحانه وتعالى نصلي، ندَّعى، نصوم، نزكي، نحج، [يا الله تكون بالشكل الذي تغطي الإثم فقط، لا يجي علـى واحـد آثام أنه قد تركها] أما أن تعطي ثوابها، تكون مقبولة عند الله فتكون مربوطة بأشياء أخرى.
هناك حديث مهم رواه الإمام الناصر في البساط عن الإمام جعفر الصادق عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آلـه) أنـه قـال: ((لـو أن عبداً صام نهاره وقام ليلـه وأنفـق ماله عِلقاً عِلقاً في سبيل الله، وعبد الله بين الركن والمقام حتى يكون آخر ذلك أن يذبح بين الركن والمقام مظلومـاً لمـا رفع إلى الله من عمله مثقال ذرة، حتى يظهر الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله)) هذا لفظ الحديث أو معناه.
هذا الحديث يذكر أنه شخص يصوم النهار، ويقوم الليل يتعبد، وينفق أمواله في سبيل الله، ويتعبد في أفضل مكان وأقدس مكان عند الله ما بين الركن والمقام، ثم يقتل مظلومـاً. عملـه كله ما يُرْفَعُ إلى الله منـه مثقـال ذرة حتـى يظهـر المحبـة لأوليـاء الله والعداوة لأعداء الله.
هذا حديث خطيـر، القـرآن يشهـد لـه فيمـا يتعلـق بخطورة الموالاة والمعاداة؛ ولهذا قال الله في القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُـمْ} (المائـدة: 51) أليـس الله هنـا يخاطـب مؤمنين؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}؟ قال: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ} منكم أيها المؤمنون {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} يصبح حكمه حكمهم، فيكون هو يصلي وهو يهودي، يسبح وهو يهودي، يصوم وهو يهودي، يزكي وهو يهودي. وهكذا. إلى آخر العبارات.
خطيرة هذه جداً، يقول: (ومن يتولهم منكم) منكم أيها المؤمنون، من يشملهم اسم الإيمان فإنه منهم، حكمه حكمهم، ومصيره مصيرهم.
التولي، الإمام علي له كلمة في الموضوع: ((إنما يجمع الناس الرضا والسخط، وإنما عقر ناقة ثمود واحد فعمهـم الله بالعقوبة جميعاً)) بسبب أن واحـدًا عقـر الناقة يمثلهم وهم راضين بعمله ومصوبين لعمله فأصبحوا جميعاً مستحقين للعقوبة، أيضاً يقول عليه السلام: ((الراضي بعمـل قـوم كالداخـل فيـه معهم، وعلـى كـل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به)).
أثر الموالاة والمعاداة، الموالاة والمعاداة ليست فقط أن الإنسان يحب لأخيه كما يحب لنفسه [حالة نفسية فقط] من داخل، ويكره له مثلما يكره لنفسه. الموالاة معناها: المعية، تشعر بأنك في هذا الجانب تؤيد هذا الجانب متجه إلى هذا الجانب، هذه هي الموالاة سواء كانت موالاة لأولياء الله أو موالاة لأعداء الله، الموالاة معناها: المعية، المعية في الموقف، المعية في الرأي، المعية في التوجه، المعية في النظرة، هذه هي الموالاة.
الموالاة هي حالة نفسية والمعاداة هي حالة نفسية، لكنها تتحول إلى مواقف وتنعكس بشكل مواقف، وتعتبر في حد ذاتها مهيئة لهذا الشخص ولهذا الشخص ولهذا الشخص ولمجاميع من الناس، من هم على وتيرة واحـدة في المـوالاة تُهيـئ هـذه الأرضية، أرضية صالحة لانتشار تَوَجُّه، وأعمال الجهة التي هم يوالونها سواء كانت جهة محقة أو مبطلة.
خطورتها أنها تهيئ، تجعل الناس يقفون مع هذا، يصوتون لهذا، يؤيدون عمل هذا، وهكذا سواء حق أو باطـل. ولأن الحالة النفسيـة لـدى الإنسـان هـي النقطة الأساسية بالنسبة للتغيير نحو الأفضل، أو التحول نحو الأسوأ كما قال الله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَـا بِأَنْفُسِهِـمْ} (الرعد:11) معظـم ما يتوجه التغيير في النفس، عندما تحاول أن تكره نفسك على شيء، عندما تحاول أن تحصل على وعي، على فهم، إنما هو في الأخير من أجل ماذا؟ ترسم توجهك، التوجه في الموقف توجه النفس، توجه القلب، وهذا هو الولاء، هو الموالاة، التغيير أن يحصل لديك حالـة، أو لـدى الأمـة حالة من التوجه نتيجة وعي معين، سواء وعي إيجابي فيما يتعلق بنهج الحق ووجهة حق، أو سلبي وسيئ فيما يتعلق بالباطل ومنهج باطل.
ومما يدل على خطورة الموالاة إنها هي في الواقع عند ما يحصل لديك وعي كثير من خلال أشياء كثيرة أن معنى ذلك أن تصل إلى درجـة أن تتجـه كـذا، [ذات اليمين] أو تتجه كذا، [ذات الشمال] هذا الاتجاه في صورته العامة هو موالاة، أليس معناه موالاة؟
حتى بالنسبة لله سبحانه وتعالى عندما تقرأ القرآن، تدبر آيات الله، وتحاول أن تهذب نفسك، تحاول أن تذكر نفسك، ما هي الحالة التي تحصل عندك؟ ما هي حالة التوجه نحو الله؟ فسمي هؤلاء أولياء الله؛ لأنهم تولوا الله، أصبح الله هو وجهتهم، اتجهوا نحو الله، تولوا الله، فبتوليهم لله أصبحت وجهتهم متجهة نحو الله، يتقبلون مـا يأتـي منه، ينطلقون في رضاه، نفوسهم والبيئة التي هم فيها مهيأة لما يأتي من قبل الله.
وهكذا في الجانب الآخر، أولياء الشيطان، ألم يقل: {فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ} (النساء: 76) أولياء الشيطـان تصبـح نفسيتـه باتجاهـه، هـذا الاتجـاه السيئ، ذات الشمال، يصبح موالي؛ لأن وجهته، حالته النفسية متجهة نحو خط الشيطان، والشيطان. إلى آخره.
هذا يصبح مهيأ بأنه كل ما يريد الشيطان يمشي عليه، كل مـا يريـد الشيطـان ينطلـق فيـه، أعماله تخدم الشيطـان وتخـدم مـا يريـد الشيطان، وكل ما يريد الشيطان أن يعممه يصبح هذا وأمثاله أرضية قابلة للتعميم.
ولهذا تنتهي المسألة إلى أن جعل الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان؛ لأنه قمة الولاء وقمة العداء، في واقعك، في نفسيتك، أن تصبح إلى الدرجة هذه، لعمق المسألة في نفسك، وتوليك الصادق لله تصبح إلى هذه الدرجة: أن تحب في الله وتبغض في الله، سماه في الحديث أنه أوثق عرى الإيمان.
معنى هذا أنـه يصبـح مقياسـاً لـك؛ لأنـك متولي لله فيصبح كل شي عندك ما تنطلق فيه إلا على أساس أن فيه رضا لله، أنه حق شرعه الله، أنه عمل صالح أراده الله، أن تصبح كما قال الإمام الخميني تصبح لديك المعايير كلها إلهية.
فقضية الموالاة والمعاداة مهمة جداً جداً تعطل أعمال الإنسان كلها الصالحة، هذه الآية خطيرة {وَمَن يَتَوَلَّهُـم مِّنكُـمْ فَإِنَّـهُ مِنْهُـمْ} وتكـررت في أكثـر مـن موقع، مع اليهود والنصارى، ومع الكافرين، ومع المنافقين، يحـذر المؤمنين مـن تولـي هـذه الخطـوط الثلاثـة: الكافرين، المنافقين، اليهـود والنصـارى، كلهـا جـاءت الآيات فيها تحذر من التولي وتذكر بأن التولي لهم يجعل الإنسان منهم {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (الأنعام: 121).
بالنسبة للكافرين، مثلاً يحاولون أن يغرروا على المؤمنين بالنسبة للذبائح أنـه: كيـف مـا نقتل حلالاً، وما يقتـل الله يعتبـر حرامـاً؟ وهم يجادلون المسلمين فيما يتعلق بأكل الميتة: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} ألم يقل هنا: إنكم لمشركـون إذا أطعتموهـم؟ وعندمـا يقول: إنكم، مثل مـا قال هنا في الموالاة: ومن يتولهم منكم، يذكرك بأنك وأنت على الحالة التي وأنت ترى نفسك غير متغير فيها باعتبارك تحسب نفسك من ضمن المؤمنين، وتمارس الأعمال التي يعملها المؤمنون: صلاة وصيام، وأشياء من هذه، مع هذه، وعلى الرغم من هذه إنكم لمشركون، ومن يتولهم منكم، منكم أنتم على ما أنتم عليه، فإنه منهم {إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة: 51).
انضموا إلى قناتنا 👇
╔════🌺═══╗
t.me/shahidzaid
╚════🌺═══╝